مع بزوغ فجر يوم جديد يفتح مرفأ الشراكة الإجتماعية الجديد في مركز القحمة ذراعيه ليصافح الأمواج الراكضة ويودع رفا من طيور النورس الابيض التي اخترقت جيوش الظلام. وعندما أخذت أشعة الشمس الذهبية تتمدد على أطراف رمال الشاطئ الناعمة.. كانت عيون الأهل والأصدقاء والأبناء تتنقل على صفحات المياه الزرقاء في كل اتجاه.. وفجأة تعلو صيحات الفرح لتقطع صمت المكان وتختلط أهازيج الصيادين في قواربهم الجديدة مع هدير البحر.. ويقترب الموكب رويداً رويدا عائدين بسلامة الله وقد تناثرت بشائر السعادة هنا وهناك. هذا هو المشهد الذي أضحى يتكرر صباح كل يوم في القحمة بعد أن كانت الأنفاس تحبس والقلق يجد مساحة واسعة في حياة أولئك الناس بسبب المعاناة التي كانوا يعانونها. واليوم وبفضل الله ثم باهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله تبدل كل شيء إلى الأفضل والأحسن في خلال شهورلم تتجاوز العشرة وأصبح المرفأ معلماً حضارياً واجتماعيا يشار إليه بالفخر والاعتزاز. ويعتبر المشروع الأول من نوعه في المملكة الذي أشرفت على تنفيذه وكالة الضمان الاجتماعي وحقق بفضل الله نجاحا كبيراً كما عزز لدى الأهالي الفخر بحرفة الصيد التي كادت أن تندثر في يوم من الأيام. تقع القحمة التي تعد اقدم المدن التاريخية في عسير في الجزء الغربي من المنطقة وتبعد عن مدينة ابها بمسافة ( 155 ) كيلا وتجاور الطريق الساحلي الدولي المؤدي الى مكةالمكرمة وتحيط بها جبال عالية من اهمها جبل الوسم ويتبعها عدد من الجزر البحرية الجميلة التي تمثل نقطة تجمع الصيادين لانفرادها بانواع ممتمزة من الاسماك ومن ابرز تلك الجزر واكبرها جزيرة كدمبل تاتي بعدها سمر والسحل وام قشع وابو عقام. // يتبع // 0929 ت م