أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم على حرص مصر في تحركها المستمر للوصول إلى نهاية سلمية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي على إبقاء النوافذ مفتوحة مع كل الأطراف ذات الصلة بهذا الصراع ومن بينها إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية بهدف إثبات وتأكيد الحق العربي والفلسطيني المدعوم بقرارات الشرعية الدولية التي طال الأمد عليها ولم يتم تنفيذها على الأرض في الوقت الذي يجري فيه تنفيذ قرارات أخرى مشمولة بالوصاية الأمريكية حتى قبل إصدارها من المنظمات الدولية المسئولة. واعربت الصحف عن اعتقادها بأن التحرك المصري سيزداد قوة ومرونة إذا ساندته قاعدة فلسطينية موحدة واعية بالمتغيرات العالمية غير مفرطة في ثوابت الحق الفلسطيني بما يؤكد على أهمية استعادة مختلف الفصائل الفلسطينية وبينها حماس وفتح لوحدة الصف بالتوقف عن المعارك الجانبية التي تترك آثاراً سلبية وخطيرة على صورة الشعب الفلسطيني كشعب يناضل من أجل أرضه وحريته وليس كشراذم تتقاتل فيما بينها وتناضل في الميدان الخطأ. وتناولت الصحف لقاء الرئيس حسني مبارك أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت وما حمله من دلالات ومعاني عديدة أصبحت ثوابت في سياسة مصر الخارجية يحرص الرئيس دائما على تعميقها ليس في المجال الخارجي فقط بل وفي كل مجالات العمل الداخلي. وقالت الصحف أن أول هذه المعاني أن علاقات مصر الخارجية تستهدف أولا خدمة الداخل والمساهمة بأكبر قدر ممكن في تحقيق التنمية الاقتصادية ومن هنا فان العلاقات المصرية الإسرائيلية مهمة من حيث انها تستهدف تحقيق الاستقرار والهدوء في المنطقة الأمر الذي سينعكس ايجابيا على الاقتصاد المصري. ولفتت الصحف الى ثاني هذه الدلالات والمتمثلة في أن مصر تحاول من خلال علاقاتها مع إسرائيل أن تهيئ الظروف والأوضاع لتسوية المشاكل المتفجرة في المنطقة التي تكون إسرائيل طرفا فيها مثل الأوضاع الفلسطينية ولبنان حيث استهلكت هذه النزاعات وقتا كبيرا من العام الماضي واستمرارها بنفس الوتيرة من شأنه استنزاف جهود الدول في المنطقة بدلا من تركيزها على أمور تخدم المواطن العادي. وأبرزت الصحف الدلالة الثالثة بتأكيدها على ان القمة المصرية الإسرائيلية جعلت من القضية الفلسطينية الموضوع الرئيسي لها وفي هذا الاطار فان صانع القرار المصري استهدف وضع نهاية للازمة بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتعلقة بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط وملابساتها الخاصة بالافراج عن أسري وسجناء فلسطينيين مقابل اطلاق سراحه لافتة الى تنشيط الجهود المصرية وتكثيفها منذ بداية الأزمة قبل عدة أشهر في محاولة لإنهائها حتى يمكن البدء في مفاوضات جادة لمعالجة القضايا الجوهرية مثار النزاع التي أبعدتها أزمة شاليط عن دائرة الاهتمام. وفي الشأن العراقي قالت الصحف أن أحدا لم يكن يتعاطف مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حياته فقد كان متهما بارتكاب ابشع الجرائم ضد شعبه وجيرانه ولكنه تحول بعد اعدامه الى شهيد في عيون كثيرين مؤكدة على أن السبب في في هذا التحول لم يكن هو براءة صدام مما نسب اليه من اتهامات بحق شعبه وجيرانه أو بطولاته ومواقفه في خدمة قضايا العراق والأمة العربية وانما السبب الرئيسي في هذا التحول يعود إلى أمرين حولا صدام من مجرم الى بطل في لحظة واحدة الاول يتعلق بسلوك الحكومات العراقية منذ الغزو وفشلها في تحقيق الاستقرار في العراق أو على الأقل الحد من الجرائم ومنع التفجيرات التي يقتل فيها مئات العراقيين الابرياء يوميا والثاني ما حدث في غرفة الاعدام حيث بدا صدام مقبلا على الموت دون رهبة او خوف بينما يحاول جلادوه اغاظته بكل السبل. ولفتت الى ان ثبات صدام في هذه اللحظة وافعال جلاديه الذين لم يحترموا جلال الموقف اضافة إلى اختيار توقيت فجر عيد الاضحي المبارك لتنفيذ الحكم ونطق صدام بالشهادتين شكلت اسبابا اضافية لتحويل صدام في عيون الكثيرين من متهم بارتكاب ابشع الجرائم إلى بطل وشهيد. // انتهى // 1235 ت م