تتصدر عدد من المواضيع الأجندة السياسية لسنة 2007 في اسبانيا وأبرزها إنقاذ مفاوضات السلام مع إيتا والانتخابات البلدية في مايو المقبل واحتمال إجراء انتخابات مبكرة في أكتوبر المقبل في حين خارجيا يبقى الهدف هو تعزيز علاقاتها مع المحيط الأوروبي والعالم العربي الاسلامي. وكانت اسبانيا على وشك توديع سنة 2006 على إيقاع سلام تام.. لكن حدثت المفاجأة يوم السبت ووقع انفجار رهيب في مطار باراخاس من تنفيذ منظمة إيتا التي وضعت حدا لهدنة وقف إطلاق النار ترتب عن ذلك تفجير مسلسل السلام. ويرى المراقبون أن أكبر تحدي يواجه حكومة خوسي لويس رودريغيث ثابتيرو في الوقت الراهن هو القيام سنة 2007 بخطوة شجاعة تقنع إيتا بالعودة الى مسلسل السلام. لا أحد يضم النجاح لثابتيرو فمن جهة هناك يمين محافظ جعل من إفشال مفاوضات السلام والتركيز على الحل الأمني للقضاء على إيتا هدفا رئيسيا في خطابه السياسي.. في حين لن تتراجع إيتا عن مبدأ تقرير المصير علما أن هذا المطلب خط أحمر لثاباتيرو. خلال شهر مايو ستشهد اسبانيا انتخابات بلدية وتعتبر أول امتحان سياسي لثابتيرو أمام الشعب لأنها تتعدى مفهوم الانتخابات البلدية العادية وتصبح بمثابة امتحان للمصادقة على السياسة الحكومية. استطلاعات الرأي تمنح تقدما للحزب الاشتراكي الحاكم.. لكن فارق النقط الذي كان منذ سنتين ونصف عشرة نقاط بدأ يتقلص لصالح المعارضة اليمينية بزعامة ماريانو راخوي خليفة خوسي ماريا أثنار في قيادة سفينة اليمين المحافظ.. بعض استطلاعات الرأي في الوقت الراهن تتحدث عن تعادل تقني في حين أخرى تمنح الحزب الحاكم تقدما بنقطتين. ونشرت جريدة / آ.بي.سي / مؤخرا أن نتيجة الانتخابات البلدية ستكون حاسمة في إمكانية إقدام الحكومة على الدعوة الى انتخابات تشريعية مبكرة خلال أكتوبر المقبل.. مبرزة أن ثاباتيرو إذا فاز في الانتخابات البلدية وشعر بأن الناخبين معه قد يراهن على الانتخابات المبكرة لتفادي أي مفاجأة سنة 2008م وكان فيلبي غونثالس من الحزب الاشتراكي نفسه قد لجأ الى هذا التكتيك السياسي في الثمانينات وأوائل التسعينات. خارجيا.. تستمر اسبانيا في تعزيز علاقاتها بمحيطها الأساسي وهو الاتحاد الأوروبي في حين تشكل الهجرة موضوعا رئيسيا في أجندة مدريد.. فستطالب الاتحاد الأوروبي بمزيد من الأموال لمواجهة الهجرة السرية وستضغط على بعض الدول الأفريقية لحماية حدودها.. أما أكبر التحديات في الدبلوماسية فيتجلى في إيجاد توازن في العلاقات مع كل من الجزائر والمغرب على خلفية نزاع الصحراء الغربية. وفي العلاقات مع العالم العربي والاسلامي.. فمدريد ستستمر في الترويج لمشروعها / تحالف الحضارات/ كجسر تفاهم بين الغرب والعالم الاسلامي في مواجهة مختلف أنواع التطرف. // انتهى // 1402 ت م