ما أن انتهت اسبانيا من الجدل الدائر بشأن التصريحات العسكرية للقائد السابق للقوات البرية الجنرال أغوادو بخصوص تدخل الجيش اذا تجاوز تعديل الحكم الذاتى الاطار الدستورى حتى اندلعت أزمة جديدة مرتبطة بملف القوميات وهذه المرة فى بلد الباسك وبالضبط بقرار قضائى يمنع أنشطة هيرى باتاسونا الجناح السياسى لمنظمة ايتا الانفصالية0 وكان حزب هيرى باتاسونا المحظور يأمل فى عقد مؤتمر له يوم السبت المقبل فى اقليم بلد الباسك شمال اسبانيا لدراسة التطورات الجارية فى البلاد ومحاولة تمهيد الأجواء لكى تعلن ايتا وقف اطلاق النار وتراهن على الحلول السلمية لهذا الاقليم الذى تطالب بانفصاله0 رئيس الحكومة الاسبانية خوسى لويس رودريغيث ثابتيرو شجع بدوره على هذا المؤتمر من خلال تصريحات يتحفظ فيها على قانون الاحزاب الذى لا يرخص للهيئات السياسية المحظورة عقد لقاءات ومؤتمرات مؤكدا ان /القانون لا يجب أن يمنع المؤتمرات السلمية/ كما أن أطراف حكومية تؤكد أن ايتا لم ترتكب أى جريمة قتل منذ سنتين ونصف وهذا معطى يشجع على الحوار والتقارب0 لكن أصيبت الحكومة بخيبة أمل عندما قرر القضاء الاسبانى الليلة الماضية منع أنشطة هيرى باتاسونا لمدة سنتين اضافيتين وليضع هذا القرار نسبيا حدا للذين كانوا يراهنون على أن يمهد المؤتمر لاجواء سلام فى اسبانيا تكون بمثابة نهاية العنف السياسى الذى حصد أكثر من الف شخص على أيدى كوماندوهات ايتا منذ أواخر الستينات0 وتحمل الحكومة المعارضة الممثلة فى الحزب الشعبى بشن حرب اعلامية وسياسية ضد أية مفاوضات سلام وتؤكد أن /الحزب الشعبى لا يرغب فى نهاية ايتا حتى يتسنى له تحقيق مكاسب سياسية/0 وأكد وزير الدولة فى الداخلية السابق اغناسيو أسترولا اليوم أن المسؤول هو حكومة مدريد التى لا ترغب فى استمرار سياسة القبضة الحديدة ضد ايتا لتفكيكها نهائيا0 بينما تطالب عدد من الصحف وهيئات سياسية أخرى الحكومة بالكشف عن صحة وجود مفاوضات سرية مع ايتا لاعلان وقف اطلاق النار وحل الاخيرة لنفسها0 فى غضون ذلك أعلن أورنالدو أوتيغى زعيم هيرى باتاسونا أن /الحزب لن يحترم قرار القضاء وسيعقد مؤتمره السبت المقبل/ وهذه التصريحات تجعل مجددا القضية الباسكية فى قلب الصراع السياسى الاسبانى وقد تؤدى السبت الى مواجهات محتملة بين قوات الامن التى ستحاول تطبيق القرار القضائى والباسكيون الذين سيتشبثون بحقهم فى التجمع0 //انتهى// 1253 ت م