حذر رئيس المجلس العربى للمياه وزير الموارد المائية والرى المصرى الدكتور محمود ابو زيد من تزايد اعتماد الدول العربية على استيراد الغذاء من السوق الدولى بما يحفه من مخاطر سياسية تفرضها الدول المصدرة للغذاء وتقلبات الأسعار فى الأسواق الدولية .. مشيرا إلى أنه أمر متوقع حدوثه فى السنوات القادمة بالاضافة إلى زيادة قوة التكتلات السياسية والاقتصادية من الاتحاد الأوروبى أو منطقة التجارة الحرة بأمريكا الشمالية أو النمو الاقتصادى العالمى للدول الأربع الناشئة الصين والهند والبرازيل وروسيا. وقال الدكتور ابو زيد فى كلمته امام افتتاح المؤتمر الاقليمى الثالث للمياه العربية اليوم أنه قد آن الأوان الاعتماد على المنظمات الأهلية وهيئات المجتمع المدنى فى إنشاء وتوفير الظروف الملائمة لمجابهة التحديات التى تواجه المنطقة العربية فى ندرة المياه وإعداد وتنفيذ الحلول الإيجابية لها بجانب توفير المناخ السياسى المناسب لها لمواجهة هذه التحديات. ولفت أبوزيد فى كلمته إلى أن ندرة المياه فى العالم العربى ليست امرا جديدا على المنطقة وبدأت بوادر هذه الندرة منذ خمسين عاما واستمرت فى الزيادة المطردة بنسبة موازية لزيادة تعداد السكان إلى جانب التهديدات على المصادر المائية الناجمة عن الأنهار المشتركة مع الدول المجاورة وتفاقم الأحوال الاقتصادية للعديد من الدول العربية مما يعوق خطوات التنمية وتنفيذ وسائل لحلها. واوضح ابوزيد ان المعادلة الصعبة فى المنطقة العربية هى تحقيق الأمن الغذائى حيث يستهلك إنتاج الغذاء ما يقرب من 80 بالمائة من الموارد المائية فى المنطقة العربية .. مشيرا إلى ضرورة التعاون الوثيق بين الدول العربية فى الاستفادة من الفائض المادى المتوافر فى بعض الدول ومن الأيدى العاملة المدربة والخبرة التقنية فى بعض الدول الاخرى بالمنطقة ومن علاقات بعض الدول العربية بالدول الصناعية الكبرى فى استفادة الدول العربية الأخرى من هذه العلاقات مع تعظيم الاستفادة من المصادر الطبيعية المتوافرة لدى بعض الدول من مياه مع زيادة الاستثمارات العربية فى مجالات المياه ودعم وتحديث وسائل الانتاج والنقل والتصدير. وأكد على ضرورة الاستفادة من الدروس والخبرات المتوافرة على الصعيدين الدولى والاقليمى مع تسخير النتائج والتجارب التى رافقت ركب العولمة وما صاحبها من متغيرات فى التجارة وانتقال مراكز التصنيع والتقنية والانتاج لخدمة المنطقة العربية .. داعيا إلى ضرورة وضع الاستراتيجيات والخطط لتفعيل سياسات تعاونية مشتركة بن الدول العربية وتحقيق رفاهية شعوبها. // انتهى // 2114 ت م