أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بان رفض إسرائيل للمبادرة الجديدة التي طرحتها إسبانيا وفرنسا وايطاليا بشأن السلام في الشرق الأوسط يؤكد مجددا أن ايهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل لا يرغب حقيقة في إحلال السلام مع الفلسطينيين وانه يفضل استمرار الأوضاع كما هي عليه حتي يظل في الحكم لأطول فترة ممكنة لافته الى ان اسرائيل رفضت المبادرة الأوروبية في نفس اليوم الذي جري الاعلان عنها أي أنها لم تترك لنفسها وقتا كافيا لدراستها ثم رفضها أواتخاذ أي موقف آخر منها. واوضحت ان هذا الرفض جاء لأن اسرائيل ترفض من حيث المبدأ أي دور أوروبي في عملية السلام بالمنطقة بزعم ان الاوروبيين منحازون للعرب والفلسطينيين وهو موقف اسرائيلي يعود إلي سنوات طويلة خلت ومازال مستمرا رغم المحاولات الأوروبية العديدة لاظهار أن الاتحاد الاوروبي يريد لعب دور محايد سياسي اضافة الي دوره الاقتصادي الكبير. واضافت تقول جاء الرفض الاسرائيلي بعد ايام قليلة من رفض أولمرت نفسه اقتراحا عربيا في الأممالمتحدة بعقد مؤتمر دولي للسلام الامر الذي يوحي بأن اسرائيل ليست في وارد تغيير موقفها من التعامل مع القضية الفلسطينية وهو التعامل القائم علي القمع والتدمير والاغتيال وعدم اتاحة الفرصة لأي تعامل سلمي آخر يؤدي الي إحياء عملية السلام. واستغربت الصحف المصرية من رفض اسرائيل المبادرة الأوروبية التي تنص علي وقف فوري لأعمال العنف وتبادل الأسري ومؤتمر دولي للسلام علي أساس أنه من الضروري العمل في اطار مبادئ خريطة الطريق مع ان كثيرين يؤكدون انه لا وجود حاليا لما يسمي بخريطة الطريق كما ان الراعي الأمريكي توقف تقريبا عن القيام بأي جهد في الاطار أي أن جميع الجهود لفتح ثغرة في النفق المسدود متوقفة حاليا. واكدت إن بقاء الأمور كما هي عليه مع استمرار عمليات القمع والقتل وأحدثها مذبحة بيت حانون من شأنه ان يفاقم من حالة الغليان والرفض داخل الصف الفلسطيني الذي يحاول توحيد صفوفه وتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة علي أخذ زمام المبادرة والتحدث بصوت واحد أمام العالم. ورأت ان هذا الموقف الإسرائيلي المتعنت سيتواصل في ظل الصمت العالمي وعدم ممارسة أي ضغوط جدية علي تل أبيب مع انشغال الولاياتالمتحدة بقضايا أخري مثل الملف النووي الايراني والعراق مؤكدة ضرورة ان تدرك واشنطن بالتحديد ان استمرار التعنت الاسرائيلي بهذا الشكل من شأنه أن يؤثر سلبا علي الأوضاع في العراق ولبنان باعتبار ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية ومن شأن حلها ان يساهم في تسوية الأزمات الأخري بالمنطقة. //يتبع// 1109 ت م