دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس مختلف الفاعلين المعنيين بالعملية الانتخابية الى المساهمة بفعالية في جهود انجاحها والسمو بها عن المزايدات العقيمة، وعن الاستعمال الغير مشروع للمال والنفوذ مع الترفع عن الحسابات الشخصية والحزبية، وجعل مصلحة الوطن والمواطنين هي العليا. وتوجه العاهل المغربي اليوم في خطاب بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان المغربي بالرباط برسائل واضحة الى كل الأطراف الفاعلة في الممارسة الديمقراطية، من هيئة ناخبة، وأحزاب سياسية، وسلطات عمومية، مفادها أن المواطنة المسؤولة تستوجب المشاركة الإيجابية، في كل مجالات الحياة الوطنية، قائلا ان المطلوب من هذه الاطراف ليس مجرد الإدلاء بأصواتهم فقط، ولا النظر إلى السياسة على أنها لحظة اقتراع، أو مسألة احتراف حزبي، تحتكره الطبقة السياسية وحدها، بل المطلوب منهم هو الانخراط القوي والمستمر في العمل السياسي الملتزم، على كل مستوياته الديمقراطية، وأعماله التنموية. ودعا الملك محمد السادس الاحزاب التي تخوض غمار الانتخابات التشريعية القادمة، إلى احترام الناخب ومخاطبته بلغة الوضوح والحقيقة، واختيار من هم أجدر بتحمل أمانة الانتداب النيابي، باعتبار البرلمان القلب النابض للديمقراطية، وأرفع تعبير عن الإرادة الشعبية . كما دعا العاهل المغربي الهيآت السياسية إلى أن تتصدى في برامجها للقضايا الكبرى للبلاد، وأن تقترح لها أفكارا جديدة، وآليات قابلة للتنفيذ، باعتبار الانتخابات فرصة للتباري بين البرامج والمشاريع أكثر منها تنافسا على المقاعد والمواقع، وهو ما يتطلب - كما يقول العاهل المغربي- قيام تحالفات، كفيلة بإفراز أغلبية منسجمة، ومعارضة بناءة، ضمن مشهد سياسي معقلن وسليم. من جانب اخر حث ملك المغرب حكومته على مواصلة العمل على توفير كل الضمانات لإجراء انتخابات حرة وشفافة ونزيهة، وعلى تأمين شروط المنافسة الشريفة، بالتزام الحياد الإيجابي، في مختلف مراحل العملية الانتخابية، والتصدي لكل الخروقات. وتعد الدورة الخريفية للبرلمان المغربي الدورة ما قبل الاخيرة بالنسبة لمجلس النواب الحالي الذي سيتم تجديد اعضاءه في الانتخابات التشريعية التي سيشهدها المغرب في سبتمبر من السنة القادمة. // انتهى // 0041 ت م