اوصى فضيلة امام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله سبحانه وتعالى0 وقال فضيلته فى خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام // لقد ارشد الباري سبحانه وتعالى في محكم التنزيل الى ان سننه جل وعلا لاتتبدل ولا تتغير وان النواميس الالهية تأتي على المجتمعات وفق ماقدره وبينه لهم خالقهم بشارة ونذارة وان الامم والمجتمعات مانحدرت من علو عزها ولا بادت بعد ان سادت الا بعد نكوصها عن تلكم السنن وبعدها عن مسببات العزة والتمكين التي سنها الله على اساس الحكمة البالغة ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون //. وبين فضيلته أن الله لايغير ما بأمة من عزة وغلبة وسلطان وترفه ورغد عيش وامن وراحة حتى تغير تلك الامة مابنفسها من نور العقل الصريح والنقل الصحيح والفكر المتجرد واشراق البصيرة والقوة في الحق والعبرة والاعتبار بايام الله في الامم السابقة والتدبر في احوال المتهالكين المبتعدين عن صراط الله بسبب عدولهم عن سنة الدين والعدل والاستقامة في الرأي والصدق في القول والقوة في الانتماء والعفة في الشهوات والحمية عن العقيدة فأخذهم الله بذنوبهم وماكان لهم من الله من واق . وقال امام وخطيب المسجد الحرام // مااشبه الليلة بالبارحة فهاهو التاريخ يعيد نفسه بينما كان المسلمون امة واحدة من شرق الارض الى غربها حتى اذا فشلت وتنازعت في الامر وعصى اهلها خالقهم من بعد مأراهم مايحبون واعجبتهم كثرتهم فلم تغني عنهم شيئا بدل الله رفعتهم دونا وسموهم صغارا وغناهم فقرا وقوتهم ضعفا //. وأكد فضيلته ان الايمان الحقيقي لابد ان يغلب كل هوى ويقهر كل ضعف ويدفع بالنفس المؤمنة الى طلب مرضاة الله0 واوضح فضيلة الدكتور سعود الشريم ان للعقائد الراسخة المتينة اثارا تظهر في العزائم والاعمال وتأثيرا في الافكار والارادات وان هذا هو الايمان في جميع شئونه وشعبه له خواص لاتفارقه وسمات لاتنفك عنه بها كان يمتاز المجتمع المسلم في الصدر الاول مشيرا فضيلته ان ذلك الامر لم يكن لولا صبرهم على طاعة الله وصدقهم بالالتزام بالدين ووقوفهم امام المحن والمصائب بالايمان الراسخ الذي لايزعزعه بركان ولا تهيجه ريح0 وقال فضيلته // لقد علموا ان كل خطر هو تهلكة ينبغي البعد عنها الا في الايمان فانهم يوقنون ان التهلكة فيها نجاة وكل مشقة ينالونها في اقامة العدل والحق فهي راحة وسعادة وكل خوف يصاحب الذود عن حياضهم فهو امن فهم يحسون بذلك كله لان لهم حياة وراء هذه الحياة وسعادة غير مايزينه الشيطان من سعادة هذه هي حال من لامس الايمان قلبه //0 واضاف يقول // ان الله لايقبل في صيانة الايمان وحماية حوزة الدين واقامة شرعة الله ومنهاجه على ارضه عذرا مادام القلب يفقه والرجل تمشي واليد تعمل والعين تبصر والاذن تسمع //. // يتبع // 1458 ت م