أبرزت الصحف السورية الصادرة اليوم اهتماما بالرسالة التى بعثها الرئيس السورى بشار الاسد لقائد ثورة الفاتح من أيلول العقيد معمر القذافى والتى تتعلق بالمستجدات على الساحة العربية لاسيما تقرير لجنة التحقيق الدولية باغتيال رفيق الحريرى وقرار مجلس الامن رقم 1636 والضغوط التى تتعرض لها سورية فيما الانباء تشير لالقاء الرئيس السورى بشار الاسد غدا لكلمة سياسية شاملة يتناول فيها قضايا الساعة والموضوعات السياسية الراهنة وجوانب الوضع الداخلى 0 فى الوقت الذى أكد الامين العام للامم المتحدة كوفى أنان أنه لمس شخصيا التوجه السورى للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية بشأن اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريرى بعد صدور القرار والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يصل الى دمشق فى زيارة يجرى خلالها مباحثات تتعلق بالتطورات الراهنة فى المنطقة 0 وفى العراق أخبرت عن تواصل أعمال العنف والتفجيرات فى أنحاء متفرقة من العراق مما أسفر عن مقتل وجرح عشرات العراقيين0 وفى الاراضى الفلسطينية تحدثت عن اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلى بلدة قباطيا جنوب جنين وفرضت عليها حصارا عسكريا واطلقت عليها القذائف والرصاص مما أسفر عن جرح خمسة فلسطينيين واصابة ضابط اسرائيلى 0 ورأت الصحيفة أنه لا يمكننا فصل ما جرى ويجرى فى المنطقة العربية عن الرؤية والاستراتيجية الاميركية التى لا تفكر الا بما يسمونه /العصر الاميركى/ أو /القرن الاميركى/ حيث يجب على العالم الركون والاستسلام لكل ما يصدر عن واشنطن وعدم ممانعة المشروع الاميركى العالمى الذى تجاوز العولمة الى الامركة0 وبينت أنه من الطبيعى أن كل دولة أو شعب أو أمة فى ظل هذه الامركة ممنوعون من مخالفة الاوامر الاميركية العليا والا فان العقاب موجود بسبب أو من دون سبب0 فالمحافظون الجدد بما يملكون من قوة عسكرية واقتصادية واستخباراتية هائلة قادرون على تفصيل أى تهمة والاعداد لاى جريمة والصاقها بالدولة الممانعة وما أسهل تمرير مثل هذه الاكاذيب والترويج لها واظهارها على أنها الحقيقة الخالصة ومن ثم تجنيد العالم لايقاع القصاص على من وقع عليه الاختيار والقرعة ومن تجرأ على قول00 لا0 وأكدت أنه فى ضؤ ما جرى ويجرى لا يمكننا افتراض حسن النية لدى الادارة الاميركية وبعض حلفائها ولا يمكننا تخيل هؤلاء وكأنهم الحريصون على اظهار الحقيقة والدفاع عن لبنان أو أى دولة عربية أخرى أو الثأر لدم الشهيد رفيق الحريرى فهذه الامور أبعد ما تكون عن اهتمامات أصحاب مشروع /الشرق الاوسط الجديد/ بل هذه هى الاسلحة الاميركية لفرض هذا المشروع وتحييد الممانعين له0 وأكدت الصحيفة أن محاضرات الاخلاق التى دعا بوش موظفيه للاستماع اليها ما جاءت لولا تكرار فضائح التجسس التى لا يكاد يجف حبر احداها حتى تظهر غيرها على الساحة الاميركية ولم تكن لتأتى لولا تكرار قضية تسريب المعلومات السرية وخصوصا الى اسرائيل ولولا تراكم التقارير الملفقة والمزيفة التى أدت الى حروب وماس عديدة فى العراق وأفغانستان ثبت فيما بعد زيفها وبطلانها ولولا التسريبات الكثيرة التى تطالعنا بها الصحافة الاميركية يوميا على مهازل أسلحة الدمار الشامل والكذب المتعمد فى قضايا اليورانيوم المستورد من النيجر وغيرها من الملفات الساخنة0 ولفتت الى أنه بقى أن يتعلم هؤلاء الموظفين أبسط قواعد الاخلاق حول حق الشعوب فى المقاومة والتفريق بينها وبين الارهاب0 وقالت الصحيفة لان اميركا ديمقراطية وقوانينها لاتسمح باقامة معسكرات اعتقال على اراضيها يحشر الناس فيها كالقطعان فى الزرائب فقد اقامت ادارة الرئيس بوش معسكرات / غوانتانمو / فى جزيرة نائية لايطولها القانون الاميركى ويديرها اميركيون ثم تبين ان هناك عشرات الغوانتانمو على اراضى الاخرين فى دول اوروبا الشرقية وغيرها وتديرها السى اى ايه 0 وأضافت ولان اميركا ديمقراطية تحارب الارهاب فى كل مكان وتلاحق اسلحة الدمار الشامل ولان قوانينها لاتسمح بغض النظر عن احد يمتلك هذه الاسلحة او حتى الشبهة بها فحسب فقد استعمل الاميركيون الفوسفور الحارق فى الفلوجة العراقية كما تصف / الواشنطن بوست/ الاميركية فى مجزرة هى الاكثر هولا فى العصر الحديث 0 وتابعت الصحيفة قائلة ولان اميركا ديمقراطية وعادلة وتطمح الى تعميم نموذجها الاخلاقى فى مجتمعات الدنيا وبلدانها فقد استغرقت ادارة الرئيس بوش مؤخرا فى قضايا الفساد المالى والسياسى التى تطول كل يوم واحدا من اعمدة العقل السياسى الاميركى الراهن 0 وتساءلت الصحيفة قائلة ألا يلاحظ محبو اميركا ودعاتها فى بلادنا وفى بلاد غيرنا ان ثمة خللا بين ماتؤمن به اميركا وتدعيه وبين ماتفعله وترتكبه ألا يلاحظ هؤلاء واولئك ان الرئيس الاميركى الاسبق جيمى كارتر اصاب لب الحقيقة فى الامس القريب عندما قال ان ادارة الرئيس بوش الحالية تسببت بانحطاط القيم الاخلاقية للسياسة الخارجية الاميركية0 وأشارت الصحيفة الى أن القوانين عبر التاريخ هى نتاج اخلاقى اولا وهى الضوابط والمنظومات المكتوبة التى تشرح وتعاير المستوى الاخلاقى لاى مجتمع المستوى الذى لايقبل التجزىء ولا الانتقائية فما يراه الاميركى اخلاقيا فى اميركا ينبغى ان يراه كذلك فى اربع جهات الارض 0 / انتهى / 1331 ت م