يواجه الاتحاد الاوروبى مخاطر حقيقية للانزلاق نحو ازمة داخلية عاتية فى حالة عدم تجاوزه لاشكالية ادارة علاقاته مع تركيا0 ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى اجتماعا استثنائيا مساء اليوم فى لكسمبورغ فى مناخ من تصاعد التوتر بين بروكسل و أنقرة بسبب عدم تسجيل أى اتفاق بين الدول الاوروبية بشان الطبيعة النهائية لاطار التعامل مع تركيا فى المستقبل0 وكان الاتحاد الاوروبى وافق فى ديسمبر من العام الماضى وخلال قمة رؤساء الدول والحكومات على اطلاق مفاوضات رسمية مع الطرف التركى وحدد فى وقت لاحق يوم الثالث من شهر اكتوبر موعدا نهائى لذلك0 ولكن تصاعد المعارضة الشعبية داخل الشارع الاوروبى للعضوية التركية وتعدد مظاهر الازمة المؤسساتية والسياسية والاقتصادية التى تعصف بالاتحاد الاوروبى حاليا باتت تدفع بعدد من الاطراف الاوروبية الى البحث عن مخرج للتعامل مع تركيا وتجنب الاقرار بأحقيتها فى عضوية الاتحاد الاوروبى0 ويعانى الاتحاد الاوروبى بالفعل ومنذ يونيو الماضى من ازمة مؤسساتية غير مسبوقة تمثلت فى رفض فرنسا وهولندا للدستور الاوروبى وما نتج عنه من شلل فعلى للعمل الاوروبى الموحد 0 كما ان أوروبا لا تمتلك ومنذ يوليو الماضى وللمرة الاولى فى تاريخها اية موازنة جماعية وتضيف الازمة التركية عنصر توتر خطير وجديد للاوروبيين0 وتسعى بريطانيا التى تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبى الى التوصل الى مخرج للوضعية الشائكة الحالية حيث اخفق ممثلو الدول الاوروبية طوال الشهرين الماضين وبعد خمسة لقاءات استثنائية متتالية فى التوصل الى بلورة صيغة تعامل مرضية للجميع تجاه انقرة0 وحتى وان كانت النمسا تبدو رسميا الجهة التى تقود معسكر الرفض الاوروبى لمنح تركيا عضوية تامة فان دولا اخرى وخاصة فرنسا وهولندا تنظران بعين الارتياح للاستراتيجية المنتهجة من قبل الحكومة النمساوية حتى الان والمتمثلة فى المطالبة بمنح تركيا شراكة خاصة فى المستقبل وعدم تمكينها من العضوية التامة0 وتقول الدول الثلاث النمسا وفرنسا وهولندا حاليا ان الاتحاد الاوروبى لا يمتلك فى الواقع القدرة الاستيعابية الضرورية على الصعيد البشرى والاقتصادى لقبول دولة بحجم تركيا0 // يتبع // 1310 ت م