يعد المسجد الشرقي بمركز اليمامة بمحافظة الخرج شاهدًا معاصرًا على الطراز المعماري النجدي القديم, حيث رجحت المصادر التاريخية أن بناءه كان بين عامي 1050 - 1100 للهجرة, وظهرت وثيقة تاريخية أوقفت المسجد في العام 1209 للهجرة يحتفظ بها ورثة الواقف " آل السعال " الذي يطلق عليه المسجد السعالي الشرقي نسبة إلى الواقف منهم, حيث بنى المسجد في ملكه الزراعي وأوقفه لله تعالى. وبُني المسجد على طراز معماري هندسي يلائم الظروف المناخية, حيث وضع للمسجد " خلوة " وهو دور بني أسفل مستوى الأرض, ليضمن الدفء للمصلين وطلبة العلم آنذاك في فصل الشتاء, ومناسبة للصلاة في النهار صيفا, وملجأ من البرد والظروف المناخية القاسية, وسقفه مسطح بُني بأخشاب الأثل, ثم سُقف بطبقة متينة مستوية ليكون له سطح يعتمد على محراب الدور الأرضي تتم فيها الصلاة السرية شتاء والجهرية صيفًا لاعتدال الأجواء في المناطق الزراعية. وأوضح المهتم بالتاريخ المحلي عبدالعزيز بن إبراهيم السعيس أنه بني بجوار المسجد غرفة للوضوء والاغتسال, وبجوارها بئر في الجزء الشمالي الغربي من المسجد، تخدم المسجد, وكذلك أهل الحي حيث كانت مصدر المياه الذي يقصده السكان بجوار المسجد, وللخلوة من الداخل فتحات, تضيء للمسجد نهارًا بالاعتماد على الشمس وتعد مصدرًا للهواء والتكييف الذي يعتمد على العوامل الطبيعية، حيث بني بطريقة تضمن دخول وخروج الهواء, ومعاليق للمصابيح لاستخدامها ليلًا, وباحة تسمى " سرحة المسجد " تفصل الخلوة والمسجد العلوي عن المصابيح " وهو مصلى في المقدمة سمي بالمصابيح لأنه مفتوح من الخلف، يتسع لحوالي 40 – 60 مصليًا. وكان آخر استخدام للمسجد عام 1432ه نظرًا لقدم المسجد وحاجته للترميم, وحيث إنه من الشواهد التاريخية وبحاجة لمختصين في الحفاظ عليه وطرازه وهويته لتشمله مشاريع الترميم الحكومية, وقد آثر الأهالي أن يبقى كما هو و وُضع بجواره حواجز لحمايته من السقوط, إلا أن أجزاء منه بدأت تتهدم بفعل العوامل الطبيعية والظروف المناخية. من جانبه ذكر الدكتور عبدالله بن سعد السعال الخالدي أن الوثيقة التاريخية أشارت إلى أن محمد بن سعال اشترى أملاكا في اليمامة في أوائل القرن الثاني عشر بعملة تسمى " زر وعملة تسمى أحمر " وأشارت الوثيقة إلى أنه تم وقف ساقي مياه يسمى الحمبوصية وهو مصدر الماء للقرية وخصصت بئر للمسجد ومرافقه. وقد لحق بالمسجد أضرار كبيرة في العام 1170ه حسب الوثائق, وتم ترميمه, فبناء المسجد كان من البيئة المحلية, وجلبت " عروق طينية " وهي صلبة متحجرة, ثم بطبقة من الطين المخلوط بالجس وهي مادة محلية يتم جلبها وغليها تشبه مادة الجبس الطبيعي وسعف النخيل والأثل، وآخر ترميم للمسجد كان قبل 70 عامًا تقريبًا.