تعد المساجد التاريخية في المملكة أحد الشواهد على التطور العمارني والاستقرار الإنساني في الجزيرة العربية، حيث أعتنت الدولة بترميمها عبر مراحل زمنية متفرقة حتى يومنا هذا، وتجسد ذلك برنامج "إعمار المساجد التاريخية"، الذي حظي بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد -حفظهما الله-، وتتبناه وزارة الثقافة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومؤسسة التراث الخيرية . ويهدف برنامج إعمار المساجد التاريخية إلى المحافظة على الهوية التاريخية للمساجد، حيث تتميز المساجد بمنطقة الرياض ببساطة بناءها، كونها مفتوحة من الداخل وفتحاتها الخارجية قليلة تماشياً مع الظروف المناخية السائدة، كما تتزين بالمصابيح في الأسقف محمولة ببائكات من أعمدة وعقود مدببة، و" بالسرحة " وهي الساحة الخارجية المحاطة بسور ويمثل الدور السفلي خلوة " قبو " تقع أسفل المسجد أما المآذن غالباً ما تكون متلاحمة مع سور المسجد، وتتخذ الشكل الدائري أو المربع، ويقل قطرها في الأعلى، حيث استخدم في بناءها الطين المخلوط بالماء والمضاف إليه التبن، والأسقف من خشب الأثل، وسعف النخيل، وبعضها من جذور النخل بزخارفها الجصية الهندسية المنفذة على طبقة الملاط المغطية للجدران كالمثلثات المتراصة "الحداير" والشرفات المتدرجة. ومن المساجد التاريخية في منطقة الرياض " مسجد قُرٌان "، وهو من أقدم المساجد التي بنيت في الإسلام بأرض اليمامة آنذاك وتعرف "بالقرينة"، وتقع شمال غرب منطقة الرياض بحوالي 80 كيلاً، و " مسجد الحسيني "، ويقع في محافظة شقراء التابعة للرياض، ويعد تاريخ إنشائه إلى القرن الثاني عشر الهجري وقد تم ترميمه عام 1431ه بدعم من الأهالي، و " مسجد الداخلة " بالمجمعة من أقدم المساجد التاريخية، ويقع شمال مدينة الرياض ويعود تاريخ إنشائه ما بين 850ه - 900ه، وكان أهالي بلدة الداخلة يقيمون فيه صلاة الجمعة قديماً، ثم أعادوا ترميمة عام 1432ه ولم يكتمل حتى الآن، و "مسجد الزرقاء التاريخي"، ويقع شمال بلدة ثرمداء القديمة بين مرات وشقراء، حيث تم بناءه من مادة الطين والحجر وسقف من خشب الأثل وسعف النخيل، وتبلغ مساحته 326 متراً، ويتسع لما يقارب 100 مصلي، ويعود بناءه إلى عصر الإمام فيصل بن تركي - رحمه الله - عام 1259 - 1282ه، وأمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بإعادة بناءه وتوسعته؛ لاستيعاب أعداد المصلين. ويضاف لذلك، مسجد قصر الشريعة بمركز الهياثم غرب محافظة الخرججنوب مدينة الرياض، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1338ه، ويضم المسجد بعد تطويره في وقتنا الحالي سرحة وخلوة ودورات مياه ومواضي للرجال والنساء، وتبلغ مساحته (371م2)، ويتسع ل(150) مصليًا، وإلى جانب كونه مكاناً للصلاة والعبادة؛ يعد منارة ثقافية وعلمية لأهالي القرية، حيث كانت تعقد فيه الدروس، وحلقات تحفيظ القرآن في الزمن الماضي.