رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية افتتاح منتدى الأحساء2023, الذي تُنظّمه غرفة الأحساء بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي أرامكو في دورته السادسة، بعنوان "الأحساء.. اقتصاد المستقبل"، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء. وقال سموه: "إن منتدى الأحساء2023 نجح قبل أن يبدأ، لما تضمنه من مبادرات وفرص ومشاريع نوعيّة، مبينًا أن أن الفرصة متاحة والطريق مُمهدة والجهات العامة هي مُيسّرة ومُسهلة للعمل والاستثمار", مشيراً إلى الجهود التي يبذلها أصحاب المعالي الوزراء لخدمة محافظة الأحساء، والمبادرات التي أعلنوا عنها خلال المنتدى التي تأتي بدعم من القيادة الحكيمة وتوجيهاتها السديدة. ودعا المستثمرين وقطاعات الأعمال من جميع مناطق المملكة، خاصة أهل الأحساء للاستثمار فيها لاسيما أن المحافظة غنية بمقوماتها وميزها النسبية وثرواتها ومواردها، وقبل كل ذلك إنسان الأحساء، المنتج, مثمنًا دور شركة أرامكو التنموي والمجتمعي الكبير. وتطلع سمو أمير المنطقة الشرقية إلى أن تحقق الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاستثمارية والتنمويّة النفع على محافظة الأحساء وأهلها. من جانبه استعرض معالي وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، أهم التطورات في منظومة التجارة وأحدث التشريعات والأنظمة التجارية، مؤكدًا أن المملكة تعيش تحولًا غير مسبوق وليس تطورًا وحسب، مبينًا أن عدد السجلات التجارية في المملكة يبلغ أكثر من مليون و300 ألف سجلًا في عام 2022، حصة المنطقة الشرقية منها 15%، يشكّل نصيب محافظة الأحساء منها 17%. وأشار إلى نمو عدد السجلات التجارية في الأحساء بنسبة 30%، وارتفاع معدل امتثال المنشآت التجارية في الأحساء, حيث إن نسبة رضا المستهلك في المحافظة بلغت 87%، مثمنًا الشراكة الاستراتيجية المتميّزة بين الغرفة وشركة أرامكو، ودور أرامكو ومساهماتها التنمويّة والمجتمعيّة الكبيرة. من جهته أوضح معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد الخطيب, أن السياحة تشهد انتعاشًا نوعيًّا كبيرًا في المملكة، مبينًا أن المشاركة المباشرة للقطاع في الناتج المحلي بلغت 3.2% من المستهدف الكلي 10% بحلول عام 2030، موضحًا أن منظومة السياحة في المملكة تسعى للاستفادة من مقومات السياحة الكبيرة في الأحساء، مشيرًا إلى أن عام 2022 كان استثنائيًا لمحافظة الأحساء، حيث تخطى عدد زوارها 2 مليون أنفقوا أكثر من مليار ريال. وأكد أن الأحساء أصبحت وجهة سياحية جاذبة بالفعل، مبينًا القطاع السياحي سيوفر نحو 72 ألف وظيفة جديدة في الأحساء بحلول عام 2030، معلنًا تقديم الوزارة 10 آلاف دورة تدريبية لأبناء وبنات الأحساء وتقديم قروض من صندوق التنمية السياحي لتمويل 15 مشروعًا سياحيًا جديدًا للأحساء، تفوق قيمتها 2000 مليون ريال. فيما قال معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي: "إن الناتج المحلي الزراعي في المملكة حقق أعلى نموا في تاريخه، بقيمة بلغت 72.25 مليار ريال، خلال العام 2021، وهو ما يُعد إنجازًا كبيرًا ومهمًا، مبينًا أن معدل النمو في القطاع بلغ 7.8% وأن مساهمة القطاع في الناتج المحلي بلغ 2.3% وأن مساهمة القطاع في الناتج المحلي غير النفطي بلغ 3.6%. ونوّه بالاستثمارات في مشاريع إنتاج المياه ونقلها وتوزيعها المخصصة لمحافظة الأحساء التي تقدر ب500 ألف متر مكعب يوميًا، مبينًا أن نسبة الإنجاز فيها تجاوزت أكثر من 60% وينتظر إكمالها ودخولها الخدمة قبل نهاية العام الحالي. بدوره أكد معالي وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح أن الأهمية الاقتصادية والاستثمارية للأحساء ليست وليدة الحاضر، كونها في قلب صناعة الطاقة السعودية والعالمية، مبينًا أن شواهد عديدة تؤكد على الفرص الهائلة في الأحساء، مشيرًا إلى أن قطاعات النفط والغاز والنقل واللوجستيات والسياحة والثقافة والتراث بالإضافة إلى الزراعة تمثل أهم مجالات فرص الاستثمار في الأحساء. في حين قال معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر الخريّف: "إن الاستراتيجية الوطنية للصناعة وضعت الأسس اللازمة لتحقيق الأهداف المنشودة التي حددت 15 ممكنًا صناعيًا في المملكة تم إدراجها ضمن 4 محاور تمكينية وهي بناء وتعزيز سلاسل إمداد بمعايير عالمية، وتنمية بيئة الأعمال الصناعية، وتعزيز التجارة الدولية للمملكة، إضافة إلى تنمية وتعزيز ثقافة الابتكار والمعرفة. وبيّن أن محافظة الأحساء تمتلك مزايا نسبية واضحة للإسهام في قطاعات رئيسة كالطاقة، والصناعة، والتعدين، والخدمات اللوجستية، كما أنها تُمثل منطلق مهم لتعزيز قاعدة الأنشطة القائمة تقليدياً مثل الزراعة والتجارة والخدمات، موضحًا أنها تحظى ب 224 رخصة تعدينية سارية المفعول، و12 مجمعًا تعدينيًا، حيث تشكل أهمية كبيرة في قطاع التعدين في المملكة، بالإضافة إلى المدينة الصناعية التابعة لهيئة مدن وواحة مدن التي تحتضن حوالي 300 مصنعًا بمساحة تصل إلى 1.5 مليون متر مربع. وأعلن معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ عبدالعزيز الدعيلج تدشين مشروع توسعة وتطوير مطار الأحساء الدولي، وزيادة طاقته الاستيعابية بنسبة 250% لتصل إلى مليون مسافر في السنة الواحدة، وذلك من خلال بناء صالتين دوليتين جديدتين بمواصفات عالمية وتطوير صالاته الداخلية ورفع طاقاته التشغيلية وترقية بنيته التحتية وزيادة وتحديث تجهيزاته التقنية واللوجستية فضلًا عن طرح فرص استثمارية متنوعة. من جهته كشف رئيس أرامكو وكبير الإداريين التنفيذيين - الشريك الإستراتيجي للمنتدى المهندس أمين الناصر، أن عام 2025 سيشهد بدء إنتاج حقل "الجافورة" جوهرة الغاز غير التقليدي في المملكة، وذلك بإجمالي استثمارات تبلغ أكثر من 100 مليار دولار خلال 20 سنة، وبما يحقق مستهدفات الحياد الكربوني ودعم الناتج المحلي الإجمالي. وأعلن عن مشروع جديد للأحساء وهو إنشاء أكبر مركز متخصص لذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة، يقدم خدمات متكاملة بمعايير ومواصفات عالمية، لبناء القدرات وتوفير فرص التدريب الفني والتقني، موضحًا أن المرحلة الأولى منه ستنتهي في العام 2025، مبينًا أن الأحساء اليوم في صدارة المشهد الاقتصادي وأنها تمضي نحو آفاق تنمويّة غير مسبوقة لأنها أرض الفرص الاستثمارية والكفاءات الوطنية والعقول الفذّة. وبين رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء عبدالعزيز الموسى، أن المنتدى يهدف إلى إبراز المقومات والميز النسبية وفرص الاستثمار الواعدة في الأحساء، للإسهام في تحقيق مُستهدفات "رؤية المملكة 2030، موضحًا أن هذه الدورة ستشهد (8) جلسات عمل في مجالات عدة، فضلًا عن عرض فرص استثمارية مُجمّعة متعددة بقيمة إجمالية تفوق 8 مليار و365 مليون ريال ، في قطاعات مختلفة، أبرزها: السياحة، التطوير العقاري، الخدمات اللوجستية، الصناعة والزراعة. وأشار إلى أن الجميع في الأحساء يعوّل كثيرًا على هذه النسخة الاستثنائية من المنتدى خاصة مع صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة تطوير الأحساء معبرًا عن تطلعه الخروج بتوصيات واقعيّة مُفيدة ومخرجات مُثمرة. وخلال برنامج الافتتاح قام سمو أمير الشرقية بتدشين المعرض المصاحب للمنتدى. كما جرى خلال حفل الافتتاح تقديم عرض مرئي استعرض مسيرة وانجازات المنتدى، ثم قام سموه بتكريم الشريك الاستراتيجي للمنتدى شركة أرامكو وبقية الشركاء والرعاة والداعمين واللجان العاملة في المنتدى. كما شهد سموه توقيع (10) مذكرات تفاهم بين عدد من الجهات بالإضافة إلى الإعلان عن اتفاقية "مبادرات حسا – لينك" بين محافظة الأحساء وبنك الرياض. يذكر أن منتدى الأحساء الذي انطلقت نسخته الأولى عام 2003، يُعد اليوم أهم فعاليّة اقتصاديّة وأبرز حدث حواريّ لجمع المشاركين من الوزراء والمسؤولين والخبراء والمستثمرين لعرض التوجّهات التنموية والاستثمارية ودعم التشاركيّة بالإضافة إلى تسليّط الضوء على المقومات والميز النسبيّة والفرص الاستثمارية التي تتمتّع بها الأحساء من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وفقًا لمُستهدفات رؤية المملكة 2030.