افتتح نائب رئيس جمهورية إندونيسيا معروف أمين، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ اليوم، المؤتمر الدولي الثاني لدول آسيان تحت عنوان "خير أمة"، بمشاركة 130 شخصية من الوزراء والمفتين ورؤساء الجامعات والمراكز والجمعيات الإسلامية، وقيادات دينية وثقافية بدول آسيان. ونوّه نائب الرئيس الإندونيسي في كلمته أن هذا المؤتمر أصبح منصة للشراكة والتعاون بين إندونيسيا والدول الآسيوية وخاصة المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات، وفي مقدمتها التعليم والبحث والدراسات، مشددًا على أهمية دور الدين في مواجهة التحديات والأزمات التي تعصف بالعالم، من خلال الإعداد الجيد للموارد البشرية وتوظيفها؛ لأنه الأساس لبناء أمة حضارية متطورة، والعقيدة الإسلامية تحث على التفوق والتطور من خلال الخيرية، لذلك فإن الالتزام الصادق بتعاليم الدين الإسلامي يسير بالأمة لتحقيق هذا الهدف. وأشار إلى أن مؤتمر "خير أمة" هو تعبير عن أمة نموذجية رائدة، تضمن المصالح وتحقق العدل بين الناس، من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليس فقط في العبادات وإنما في مختلف المجالات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والبيئية)، مؤكدًا على تلازم هذا المبدأ مع العدل والوسطية التي قام عليهما الإسلام, داعيًا المسلمين في بلاده والقارة الآسيوية، إلى الاستفادة من هذا المؤتمر وتطوير مساهماتهم الخيرة عالميًا؛ لتحقيق شعار المؤتمر "خير أمة" من خلال الوسطية والاعتدال ونبذ خطابات الكراهية والمفاهيم الخاطئة. من جانبه، أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر، أن أَهل الإسلام أهل خيرية فيما يعتقدون ويعملون، وأعظم الخيرية هو تحقيق التوحيد لله تعالى وعبادته على الوجه الذي يرضيه سبحانه، وتجريد المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم واتباع نصوص الكتاب والسنة بفهم الصحابة الكرام، مشددًا على أن هذه الخيرية هي الوسطية التي أكرمنا الله بها في قوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً). وأوضح أن الوقت المعاصر تميز بثورة عالم التقنية والإعلام، مما يتطلب الحاجة إلى العمل وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كما عمل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون من بعده، والاكتفاء بما جاء في القرآن والسنة بلا ابتكار ولا زيادة ولا نقصان. وأضاف أن بيان خيرية الأمة وكمال دينها وثبات منهجها وشمولها، يتطلب بيان مصادر خيرية الأمة من الكتاب والسنة والتخلق بها، والوقوف أمام مهدداتها ممن يسيئون لهذا الدين ويشوهون صورته الناصعة، سواء كانوا من أهله، أو من غيرهم ممن يحمِل فكر الغلو والتطرف والإرهاب ويدعم العنف، أو ممن يحمل فكر الانحلال، محذرًا من محاولات تسيس الدين واستغلاله لمصالح حزبية أو شخصية، ما يستوجب تضافر الجهود في التصدي لهذه المحاولات، والسعي في تعزيز خيرية الأمة التي لا تتحقق إلا بتعزيز التعاون والتواصل والتكامل بين كافة القطاعات، وعلى جميع المستويات. ويعقد المؤتمر المقام في مدينة بالي بجمهورية إندونيسيا جلساته على مدى يومين بواقع أربع جلسات رئيسة يتخللها عدد من المحاور.