استحضر الأكاديمي التونسي الدكتور صالح رمضان، محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي يجسد الواقع الذي يُعاش اليوم بين الذاكرة اللغوية والذاكرة الرقمية، مستلهمًا سيطرة الأجهزة الرقمية على الحواس وتسييرها للحياة اليوم، مضيفًا أننا نعيش أزمة في تعريفنا لمصطلح الذاكرة الثقافية. جاء ذلك في جلسة حوارية تحت عنوان "السرد وجسور الذاكرة الثقافية" أقيمت ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الخيال العلمي، الذي يعقد بالتزامن مع معرض جدة للكتاب، شارك فيها كل من الدكتور معجب العدواني، والدكتور صالح بن الهادي رمضان، والدكتورة نجلاء مطري، وأدارها الدكتور عبدالرحمن الفهد. وأوضح الدكتور معجب العدواني أن الذاكرة الثقافية هي ذلك العقد الذي جعل الكثير من الكتاب يتحولون إليه وينتجون عددًا من الأشكال السردية، فيما حددت الدكتورة نجلاء مطري الفرق بين كتابة الأدب وكتابة التاريخ في التقييد الذي يلزم التاريخي، لأنه يوثق، في حين الأدبي يكتب للإبداع، وقالت إن سارد التاريخ مقيد بالإجابة عن تساؤلات. وفي إجابته عن الرواية التاريخية بوصفها مدخلًا إلى الأشكال السردية الحديثة، قسّم العدواني الرواية التاريخية إلى أربع مراحل بدأت بالكتابة الإيحائية وهو جانب إخباري، فيما غلبت الواقعية على الكتابة الروائية في المرحلة الثانية، وكانت طريقة استلهام التاريخ حاضرة في المرحلة الثالثة، أما المرحلة الأخيرة فقد حضرت فيها الكتابة الروائية. وفي مداخلة للدكتور حسن النعمي، عاب تقييد تخصيص الذاكرة بالثقافة، مشيراً إنه اختيار إشكالي، ومؤكداً أن الذاكرة ماضي الحياة والسرد حاضرها، منوّها بخطورة إنتاج الأطفال لنصهم السردي من خلال الألعاب الإلكترونية. ومن جهته رد العدواني بأنه لا يمكن الفصل بين الذاكرة الفردية والجماعية، فيما نفى الدكتور صالح رمضان الحيادية في كتابة التاريخ؛ لأنه، بحسب رأيه، لا يوجد كلام محايد في نطام اللغة الطبيعي.