إلى سنوات قليلة مضت كانت البعيثة بوصلة هواة الرحلات البرية الشتوية والباحثين عن الكمأ ، وهي هجرة صغيرة تقع شمال منطقة القصيم ، فلم يدر بخلد آلاف الزوار وهم يستمتعون فوق كثبانها الرملية الذهبية أن الأرض من تحتهم تخبئ لهم من الخير الذي سيعم أرجاء الوطن ، حيث مادة البوكسايت التي بدأ انتاجها وتصديرها من خلال شركة معادن منذ عام 2014م ونقلها عن طريق قطار " سار " إلى مصانع رأس الخير التي تقوم بتصفيتها وصهرها واستخراج مادة "الألومنا" منها ومن ثم مرحلة الدرفلة وهي تشكيل المعدن إلى أن يصل إلى مرحلة تصنيع الألمنيوم الخام الذي يستخدم في صناعة مواد البناء وتصنيع ألواح وصفائح الألمنيوم التي تستخدم في صناعة علب المواد الغذائية وصناعة هياكل السيارات الفارهة. وبين نائب الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال الألمنيوم في شركة معادن المهندس علي بن سعيد القحطاني من خلال ملتقى الاستثمار بالقصيم المقام حالياً في مدينة بريدة أن 80 % من هذه الأعمال يقوم بها أبناء المنطقة ، حيث قامت الشركة بتدريبهم وتوظيفهم في كافة وظائف وأعمال المنجم من هندسية وجيولوجية وإدارية وأعمال مهنية أخرى ، لافتاً النظر أن المنجم ينتج سنوياً 5 ملايين طن من البوكسايت ومؤهل لزيادة الإنتاج بعد التوسعة التي تتم دراستها حالياً، بالإضافة إلى أن المؤشرات تدل على قدرة المنجم على الإنتاج لمدة 45 سنة قادمة بحول الله ليشكّل قطاع التعدين رافداً من روافد الاقتصاد الوطني بعد قطاعي الطاقة والبتروكيماويات وليعزز من رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الدخل كون المصنع يعد الأكبر من نوعه تكاملاً في العالم حيث تتوافر فيه المواد الخام الأولية من الصخر حتى المنتج النهائي الألمنيوم .