عزّزت شركة التعدين العربية السعودية «معادن» ريادة المملكة في مجال الصناعات المعدنية بمنطقة الشرق الأوسط، وضاعفت من تنوع الصناعات الوطنية غير النفطية والبتروكيماوية، بتدشينها أخيراً باكورة إنتاج الألومينا «المادة الأساس في صناعة الألومنيوم» من مصفاتها في رأس الخير بالمنطقة الشرقية بالتعاون مع شركة « ألكوا» الأميركية. وتأتي هذه الخطوة في إطار المشروع المتكامل لإنتاج الألومنيوم الذي بدأت العمل فيه «معادن» عام 2012 من مصهرها برأس الخير، باستثمار ثنائي مع شركة «ألكوا» قدرت قيمته 40.5 بليون ريال، ويشتمل على : مصفاة الألومينا، ومصهر، ومصنع درفلة، ومصنع لإعادة التدوير يمد المشروع بخام «البوكسايت» الذي يأتيها من منجم البعيثة بمنطقة القصيم عبر سكة حديد طولها 600 كيلومتر. وتسعى «معادن» بحلول عام 2015 لتحقيق هدفها المتمثل في إنتاج سلسلة إمدادات متكاملة، بدءاً من استخراج المواد الخام حتى مرحلة خروج المنتج النهائي، في حين أن اكتمال هذا المشروع يرجّح دول الخليج العربي لاستحواذها على نسبة 15 في المئة من حصة الإنتاج العالمي من مادة الألومنيوم. ويعد إنتاج «الألومينا» نقطة تحول كبيرة في مشروع الألومنيوم، إذ إن بداية الإنتاج تعني اكتمال دورة إنتاج الألومنيوم في جميع مراحله، وبدأت شركة «معادن» بالفعل في إنتاج سبائك وقضبان الألومنيوم من المصهر والصفائح وعلب المشروبات من مصنع الدرفلة في 2012-12-12. ويصف رئيس شركة معادن للألومنيوم المهندس عبدالعزيز الحربي، هذه الخطوة بأنها حدث اقتصادي مميز تنفرد به المملكة عن بقية دول منطقة الشرق الأوسط، كون المنتج يخرج من مصفاة تعد الأولى والوحيدة في المنطقة، ما يشكل ذلك بعداً استراتيجياً مهماً في صناعة الألومنيوم، ومن شأنه إيجاد فرص متعددة في الصناعات التحويلية أمام المستثمرين. وأشار إلى أن «معادن» ستنتج 1.8 مليون طن متري سنوياً من الألومينا المستخرج من خام البوكسايت قبل تحويله إلى المصهر لإنتاج 740 ألف طن من الألومنيوم على شكل سبائك قضبان تستخدم منها معادن 380 ألف طن لإنتاج صفائح الألومنيوم وعلب المشروبات، و50 ألف طن لصفائح صناعة هياكل السيارات في مصنع الدرفلة. وتستقبل المصفاة في الحمولة الواحدة من القطار «11 ألف طن» من خام «البوكسايت» الذي يُشحن من منجم البعيثة بمنطقة القصيم. وعلى رغم حداثة صناعة الألومنيوم في المملكة، إلا أن نسبة السعودة في مشروع معادن للألومنيوم تجاوزت 60 في المئة.