تُعد فاكهة الرمان من أهم المنتجات الزراعية التي تشتهر بها منطقة الباحة والتي توارث الأجيال في زراعتها منذ قديم الزمان إلى وقتنا الحاضر. وتضم أودية الباحة التي من أشهرها وادي بيدة ووادي تربة ووادي مراوة نحو 700 ألف شجرة رمان تنتج سنوياً 30 ألف طن من الرمان المعروف بلون حباته القرمزية الجاذبة من خلال 5550 مزرعة، وذلك حسب الإحصائية التقريبية لجمعية الرمان التعاونية بالباحة. وزراعة الرمان من الزراعات القديمة التي تشتهر بها المنطقة وترجع إلى مئات السنين ومن أقدم مصادر الرزق بالمنطقة، حيث تعد علاقة المزارع بشجرة الرمان أشبه برحلة عمر تبدأ معه منذ الصغر حتى المشيب، حيث تختلف طرق الزراعة في الماضي عنها في الوقت الحاضر، ففي الماضي كانت عن طرق الري والحرث ونقل المحاصيل بالإبل للأسواق المجاورة، أما في وقتنا الحاضر فقد تطورت أساليب الزراعة والنقل بأحدث الطرق. كما أن زراعة الرمان تمر بطرق مختلفة من أشهرها أخذ قطع من الشجر "شتلة" لا يقل طولها عن 30 سنتيمترا، ويتم غرسها في تربة زراعية بمواصفات ومكونات محددة وتستمر فترة تصل لسنتين وأكثر قبل نقلها إلى المزرعة، وهناك طريقة الترقيد بواسطة دفن أحد غصون الشجرة لفترة من الزمن دون قطعه حتى تنبت جذوره ثم يُنقل، أما الطريقة الثالثة لزراعة الرمان فتتم من خلال البذور فهي طريقة غير تجارية ونادرة الاستخدام. ويفضل المزارعون زراعة أشجار الرمان في فصل الربيع أو أوائل الخريف، فيما تكون ذروة إنتاج الرمان من عمر 15 إلى 20 سنة ويصل عمرها ل 70 سنة وأكثر. ومن أهم عوامل ازدهار فاكهة الرمان بالباحة نوعية وخصوبة الأرض التي يزرع فيها، والأجواء المعتدلة في الأودية ووفرة المياه إلى جانب التربة الزراعية الخصبة. وفي كل عام تشهد منطقة الباحة انطلاق فعاليات مهرجان الرمان الذي كانت أولى بدايته قبل أحد عشر سنة، حيث أسهم بدور فعال في تسويق المنتج ومساعدة الشباب والفتيات في الاهتمام بالزراعة وبيع منتجاتهم في المهرجان أو على الطريق العام، إلى جانب التسويق بالوسائل الحديثة من خلال المتاجر الإلكترونية التي أصبحت تستهوي أبناء الوطن من الشباب بعد أن وجدوا فيها مصدر دخل وتسويق متميز، لتواكب بذلك التطور الذي تشهده البلاد في شتى المجالات. وكشفت آخر إحصائية لجمعية الرمان التعاونية بمنطقة الباحة أن المهرجان خلال نسخه السابقة شهد تطوراً متسارعاً من حيث زيادة الإنتاج الذي بلغ خلال السنوات الثلاث الماضية نحو 100 ألف طن وبمبيعات تجاوزت 75 مليون ريال. ومن المتوقع بأن يشهد موسم الإنتاج الذي سينطلق مع تدشين مهرجان الرمان في نسخته 11 التي ستنطلق فعالياته يوم الاثنين المقبل عرض نحو 35 ألف طن من الرمان من خلال مشاركة ما يقارب 100 عارض وآلاف المزارعين المترددين على جناح الحراج للبيع بالجملة. كما سيشهد المهرجان أركاناً مميزة لوزارة البيئة والمياه والزراعة المنظمة للمهرجان، مثل ركن ريف والزراعة العضوية بالإضافة لمشاركة عدة جهات مثل بنك التنمية الاجتماعية بمسار للأسر المنتجة المتعلقة بمشتقات الرمان. وللرمان العديد من الفوائد الصحية التي أظهرتها العديد من الدراسات ،حيث أنه من أكثر الفواكه غنى بالفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، ودوره في الحفاظ على سلامة القلب والشرايين ولهذا فإن تناوله أو شرب عصيره الطبيعي يقدم العديد من الفوائد، إلى جانب فوائد استخدام قشر الرمان.