بدأت طلائع ثمار الرمان تظهر في أسواق منطقة الباحة وتزود الأسواق المحلية والإقليمية بها إذ تضم المنطقة ما يقارب 700 ألف شجرة تنتج نحو 30 ألف طن سنويًا من الرمان المعروف بلون حباته القرمزية الجاذبة عبر 3000 مزرعة، وذلك حسب الإحصائية التقريبية لجمعية الرمان التعاونية بالباحة. وورد ذكر هذه الثمرة في القرآن الكريم في أكثر من سورة، نظراً لما تحمله من فوائد صحية جمة، عدا عن كونها فاكهة من فواكه الجنة، كما أخبر سبحانه وتعالى في قوله تعالى: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ). وتنتشر مزارعها في عدد من محافظات ومراكز الباحة ، وفي أودية تاريخية من أشهرها وادي بيدة ووادي تربة زهران ووادي مراوة ، وبني حرير وبني عدوان ووادي الصدر ، بالإضافة إلى مراكز أخرى مثل : معشوقة و برحرحوبني كبير وغيرها. وحول أسعار الرمان في سوق بيع الرمان بمفرق بيده في محافظة القرى أفاد الشاب ابراهيم الزهراني ل واس أن الأسعار تتراوح كميات الصناديق منها ما بين 50 ريالاً إلى 400 ريال، بينما حجم العبوات يتراوح مابين 7 كيلو جرامات و 15 كيلوجراماً ، وتختلف باختلاف حجم وجودة المنتج وتزيد وتنقص حسب العرض والطلب ما بين بداية موسم جمع المحصول ونهايته. وفي جولة لمراسل ومصور واس في مقر سوق بيع الرمان بمفرق بيده في محافظة القرى ، بالشاب. وعن زراعة الرمان في منطقة الباحة أوضح العم عبدالله بن معيض الزهراني صاحب إحدى المزارع في وادي تربة بزهران الذي تضم مزرعته نحو 500 شجرة رمان، أن زراعة الرمان من الزراعات القديمة التي تشتهر بها المنطقة وترجع إلى مئات السنين ومن أقدم مصادر الرزق بالمنطقة ، حيث تعد علاقة المزارع بشجرة الرمان أشبه برحلة عمر تبدأ معه منذ الصغر حتى المشيب ، مشيراً إلى طرق الزراعة في الماضي التي كانت عن طرق الري والحرث ونقل المحاصيل عن طريق الإبل للأسواق المجاورة قبل أن تتطور أساليب الزراعة والنقل بأحدث الطرق ، والتسويق بالوسائل الحديثة من أهمها المتاجر الإلكترونية التي أصبحت تستهوي أبناء الوطن من الشباب بعد أن وجدوا فيها مصدر دخل وتسويق متميز ، لتواكب بذلك التطور الذي تشهده البلاد في شتى المجالات. وأفاد بأن زراعة الرمان تمر بطرق مختلفة من أشهرها أخذ قطع من الشجر " شتلة " لا يقل طولها عن 30 سنتيمترا، ويتم غرسها في تربة زراعية بمواصفات ومكونات محددة وتستمر فترة تصل لسنتين وأكثر قبل نقلها إلى المزرعة ، وطريقة الترقيد من خلال دفن أحد غصون الشجرة لفترة من الزمن دون قطعه حتى تنبت جذوره ثم يتم نقله ، أما زراعته بواسطة البذور فهي طريقة غير تجارية ونادرة الاستخدام ، مفيداً بأنه يفضل زراعة أشجار الرمان في فصل الربيع أو أوائل الخريف، فيما تكون ذروة إنتاج الرمان من عمر 15 إلى 20 سنة ويصل عمرها ل 70 سنة وأكثر. وتشهد منطقة الباحة في كل عام تنظيم مهرجان الرمان الذي يحل في هذا العام بنسخته التاسعة ، حيث سيرعى سمو أمير منطقة الباحة ، يوم الاثنين القادم بمشيئة الله ، انطلاق فعالياته تحت مسمى " مهرجان الرمان الوطني التاسع " الذي تنظمه الجمعية التعاونية للرمان بالمنطقة ، ويستمر لمدة خمسة أيام.