تمكنت جمعية البر بجدة منذ تأسيسها قبل 40 عاماً على دعم العمل التطوعي، وازداد اهتمامها بهذا الجانب منذ إعلان رؤية المملكة 2030، حيث وضعت الجمعية التطوع ضمن مستهدفاتها الأساسية، بما يتواكب مع تلك الرؤية التنموية التي ركزت على إنماء المنظمات غير الربحية ورفع مساهماتها في الدخل القومي إلى 5%، بما يساهم في زيادة معدلات النمو، إضافة إلى زيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع وتفعيل أدوارهم المجتمعية التي تترك أثرها المستدام وتدعم جميع الفئات المجتمعية. وقد أتاحت الجمعية لمتطوعيها من الجنسين الكثير من الفرص التطوعية في مختلف المجالات التي تخدم المجتمع، من خلال التسجيل عبر منصة العمل التطوعي التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، في حين تجاوز عدد المتطوعين المسجلين في الجمعية عن طريق المنصة 4500 متطوع نفذوا أكثر من 106 آلاف ساعة تطوعية منذ بداية العام 2021م. وفي لقاء ل"واس" بالرئيس التنفيذي للجمعية المهندس محيي الدين بن يحيى حكمي، الذي أوضح أن الجهود الرائدة التي يقدمها المتطوعون لخدمة المجتمع تتضاعف مع دخول شهر رمضان الفضيل، حيث بدأ متطوعو ومتطوعات جمعية البر بجدة هذا الشهر، تنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج الرمضانية منها: توزيع 200 وجبة إفطار يومياً بمحافظة جدة، كما شاركوا مع جمعية نفع في تنظيم الموائد الرمضانية المقدمة داخل الجمعية، وبرز نشاط المتطوعين في الحرم المكي الشريف منذ بدء الجمعية مشروع إفطار صائم بساحات الحرم الذي يتم من خلاله تقديم 1500 وجبة جافة لمرتادي الحرم يومياً وبما يعادل 45 ألف وجبة على مدار الشهر الفضيل. وأشار إلى أن جهود المتطوعين التنظيمية برزت أيضاً في أسواق الردسي مول، من خلال حفل الإفطار الجماعي الذي نظمه السوق بالتعاون مع جمعية البر بجدة لأبناء الخير من أيتام الجمعية وأسرهم والذي تجاوز عدد الحاضرين فيه 1000 مشارك من الأيتام وأسرهم، بمشاركة نحو 150 من المتطوعين والمتطوعات في تنظيم تلك الأعداد الكبيرة. وفي جانب الأعمال الميدانية أبان حكمي، أن جهود المتطوعين تركزت على المبادرات الخدمية التي منها تنفيذ العديد من مبادرات التشجير في عدة مواقع منها تنفيذ مبادرة "معاً نخضِّرها" على طريق الساحل المتجه من جدة إلى الليث في المنطقة الصناعية الثانية التابعة للهيئة السعودية للمدن الصناعية لغرس 2500 شتلة بمشاركة أكثر من 300 متطوع. وأكد الرئيس التنفيذي للجمعية، أن اهتمام الجمعية بالعمل التطوعي إنما جاء مواكبة للرؤية التنموية والدافعية المقرونة بولائهم الوطني وشغفهم بخدمة المجتمع، مفيداً أن الجمعية تقوم بتسجيل ساعاتهم التطوعية في المنصة التطوعية، والحرص على تقديم البرامج الإرشادية والتوعوية والدورات التوجيهية لمسارات أدائهم، بالشراكة مع عدد من المؤسسات في قطاع الأعمال والجامعات. وخلص الحكمي إلى القول بأن نشاطات التطوع بالجمعية ما زالت في ازدياد مضطرد لخدمة المجتمع ودعم العمل الخيري واستدامته وتمكينه، لافتاً إلى أنه تم تجهيز العديد من البرامج التنموية التي سيتم تنفيذها في هذا الشهر الكريم والتي سيكون للمتطوعين والمتطوعات قصب السبق في دعم تنفيذها.