وسط طبيعة خضراء ومعالم تاريخية عريقة، تبرز بلدة" طبب" التاريخية كإحدى أهم الوجهات الثقافية والسياحية بمنطقة عسير، التي تتميز باعتدال الطقس صيفاً والبرودة شتاءً. وحالياً تُصنف "طبب" الواقعة شمال غرب مدينة أبها على مسافة 25كم ضمن المراكز الإدارية التابعة لإمارة منطقة عسير، حيث تضم أكثر من 150 قرية تتوزع على المساحة الواقعة بين عقبة "شعار" وعقبة "الصماء" وأجزاء من تهامة، ويتخلل هذه القرى أودية أشهرها وادي "طبب" و"المغوث" و"ضبوعي" و"مناقة" و"ريمة" وبها قمم وجبال شهيرة من ضمن جبال السروات كجبل "تهلل" الشهير وجبل "لتيد" و"قارة" و"النماري" و"خوبر" و"بشيي" و"الزهاري" و"رثباء". واشتهرت البلدة بأنها من أهم مواقع السياحة الريفية لتميزها بزراعة محاصيل موسمية مثل القمح والشعير والذرة والعدس وجميع أنواع الفاكهة والخضروات، وتعتمد في الري على الأمطار التي تهطل عليها بغزارة في فصلي الربيع والصيف، إضافة إلى الموارد المائية الأخرى كالآبار التي يعود تاريخ بعضها إلى عصور قديمة. واشتهرت "طبب" تاريخيا منذ عهد الدولة السعودية الأولى قبل ما يقارب ثلاثة قرون حيث ما زالت معالمها الأثرية والثقافية شاهدة على ذلك . ويحوي مركز "طبب" الكثير من المعالم مثل الحصون والقلاع والقصور الأثرية التي تتوزع في معظم قراها مثل قرى "الحضن" و"زبنة" و"الغال" و"المسقوي" و"الوغل" و"مزمة" و"شرمة" و"إمصاولي" و"الزهراء" و يضم المركز الإداري حالياً "طبب" و"تيهان" و"آل حارث" و"التلادة" و"الغال" و"آل بجاد" و"الرفقتين" و"آل شدادي" و"آل عاصم" و"بني غنمي". ويعد جامع طبب الأثري أحد أهم المعالم الأثرية والتاريخية وكان مركزا علميا تقدم فيه الدروس الدينية والاجتماعية ، وهو كما يصفه رئيس مجلس إدارة مركز آل أبونقطة المتحمي التاريخي بطبب سعيد بن سعود أبونقطة المتحمي، بأنه قديم البناء وهو أحد أكبر المساجد في الجزيرة العربية مقارنة بعمره الزمني، ويتكون من 36 عامودا مدبباً وأربعة أروقة ويظهر من تصميمه أنه مبني على الطراز الإسلامي القديم بالحجارة المحلية ويبلغ طوله 42متراً وعرضه 26مترا.ً ومواكبةً للاهتمام بتأهيل المواقع الأثرية ذات البعد التاريخي والثقافي العريق في المملكة، أُسس مركز "آل أبونقطة المتحمي التاريخي"، الذي يتكون من مجموعة قصور وحصون وملاحقها وجرين كان يستخدم لحصاد منتوج المزارع، ويوجد داخلها 8 مدافن لخزن حبوب الذرة والشعير محفورة داخل الجبل الصخري الذي تقع عليه القصور والحصون ، التي تحولت على معالم سياحية يتوافد عليها الزوار من جميع فئات المجتمع، ومن الخليج العربي والوطن العربي والأجانب، مما يدل على أن هذه المعالم أحد أدلة الثقافة والحضارة التي كان يتمتع بها إنسان المكان، وعينة ثرية ومثال حي لحضارة أهالي منطقة عسير.