يتذكَّرُ مزارعو الجوف مع كل نسخة من مهرجان زيتون الجوف الدولي ما حققه من تغيير عندما كان الحصان الأسود لمنتج المنطقة بعد عقود من الزمن, وواصل المهرجان التسويق لزيتون الجوف خلال عقد ونصف حتى وصل إلى العالمية اليوم. وكان مزارعو منطقة الجوف في العقد الماضي يطرون لهبة إنتاجهم واستخدامه الشخصي دون أي عوائد اقتصادية,ويقول جلال الوقيد الذي يقف في جناح مزرعة والده اليوم بمهرجان الزيتون: كان مزارعو منطقة الجوف يحملون منتجاتهم بشاحنات صغيرة ويتجهون بها إلى المناطق المجاورة, ثم يقابلون بالسخرية، حيث إن المملكة لا تنتج الزيت, ولا يزرع بها الزيتون ويعودون بخيبة الأمل دون أي مبيعات لمنتجاتهم, وبدأت تتراجع زراعة الزيتون وتجف أشجاره وتهمل مزارعه، حيث لا يتمكن المزارعون من تسويقه, حتى جاء مهرجان الزيتون ورفع سمعة زيت الجوف وشكَّل نقطة تحول حتى أصبح الأفضل بالسوق، ويبحث عنه المستهلك كخيار أول, مضيفاً أن والده بدأ بزراعة الزيتون في 1410 كتجربة جديدة بالمنطقة لا تهدف لأي ربح، واستمر والده بزراعة الزيتون وبدأ العصر عند إنشاء أول معصرة بالجوف عام 1415، وكان يهدي الإنتاج لأبنائه وأقاربه حتى شارك بالنسخة الأولى من المهرجان وبدأ يلمس الجدوى الاقتصادية وتسويق منتجه،واليوم يحقق إنتاج الزيتون جدوى اقتصادية تعاود تكلفته وتفوق أرباحه إلى 30% من تكلفة الإنتاج. ولا يختلف عبيد الله الشراري عن تجربة الوقيد الذي يعرض اليوم منتجات فاخرة في جناحه،بتعليب مجهز للإهداء بالخشبيات واوراق الزيتون, ويشير إلى أنه بدأ زراعة الزيتون في مزرعته كشجر للزينة, ثم بدأ بالإنتاج له ولعائلته لأكثر من عشر سنوات, وبعد تنظيم المهرجان والتسويق لزيت الجوف واكتساب سمعة عالية في السوق حفَّزَهُ لرفع الإنتاج والاستثمار بمزرعته بإنتاج الزيت والزيتون،واليوم يمتلك منتجات مختلفة في جناحه. ويعتمد الكثير من مزارعي الجوف اليوم على التجارة الإلكترونية في التسويق لمنتجاتهم بامتلاك مواقع وتطبيقات إلكترونية للتسويق لمنتجاتهم, وتتنوع منتجات شجرة الزيتون بالجوف ما بين الزيت والزيتون المخلل وأوراق الزيتون وصابون وشامبو الزيتون. وشهدت صناعة الزيتون بالجوف تطوراً ملحوظاً بصناعات مختلفة من زيت زيتون الجوف، في مقدمتها زيت الزيتون بنكهات مختلفة , ومخللات الزيتون المتعددة,وإنتاج منتجات العناية الشخصية,وشاي ورق الزيتون , والفحم من مخلفات الزيتون. ويعد معرض الزيتون الخاص بالمزارعين بمهرجان زيتون الجوف الدولي الخامس عشر نافذة تسويقية حقيقية لمهرجان الزيتون،إذْ يشارك فيه مزارعو المنطقة؛لعرض منتجاتهم من زيت الزيتون ومشتقات زيتون المائدة بأنواع وطرق مختلفة. ويؤكد مزارعو المنطقة أن مهرجان الزيتون يعد نافذة تسويقية ومركزاً لعرض منتجاتهم من زيت الزيتون وزيتون المائدة،وأسهم في جذب عدد كبير من الزوار من داخل المنطقة وخارجها، لما حققه من نجاحات واسعة خلال السنوات الماضية ، مكونا شهرة واسما أصبح بارزا في مجال الزراعة والاقتصاد.