تعد رياضة الصيد بالصقور من الرياضات والهوايات الشهيرة في مجتمع الجزيزة العربية وتشكلُ الصقارة وهواية تربية الصقور ورعايتها والصيد بها رمزًا وطنيًا وتقليدًا تاريخيًا في المملكة العربية السعودية ، فهي هوايةُ وهوية. وأبان فترة الدولة السعودية الأولى كانت الصقور من الهدايا الثمينة التي تهدى رمزا للصلح وحل الخلافات القبلية .. وأيضا طوعت لتأمين لقمة العيش. وتعد "صحراء الحماد " بمنطقة الحدود الشمالية مقصدا للصقارين مع بداية شهر سبتمبر سنوياً، حيث تعبُر أنواع من الصقور المهاجرة أشهرها " الشاهين البحري، والحرّ ". وتتميَّز صحراء الحماد - 100 كيلو متر غرب مدينة عرعر - بأنها محطة رئيسية على مسار هجرة الصقور السنوية. ويُجمع الصقارون في منطقة الحدود الشمالية المحافظين على هذه الرياضة العريقة جيلا بعد جيل على عددٍ من الطرق المناسبة لصيد الصقور منها استخدام " الشبك " بتثبيته على ظهر الحمامة ، و "المخدجة" وهي شبكة لها ذراع طويل وتستخدم في ساعات الليل، حيث يساعد الظلام مع تسليط ضوء مركز على أعين الصقر للإمساك به ، أما طريقة "النقل" فتتم من خلال تثبيت ريشة أو قطعة لحم في قدم طير الباشك أو العقاب وسط شبكة ومن ثم يطلق للتحليق في أوقات محددة عادة بعد الساعة العاشرة صباحاً ، وعند مهاجمة الصقر فإنه يعلق في الشبكة. وتوصف طريقة " المناشبية " بالصعبة وتتطلب خبرة كبيرة في الصيد، وتأتي بعد أن يرفض الصقر الهجوم على طير الحمام، والمريعي، ويقدم خلالها للصقر حمام دون شِباك، وبعد أن يأكلها يتم طرده لمسافات بعيدة حتى يتعب، فيضطر للبحث عن ظلال الأشجار الكبيرة التي نُصب حولها هذه الوسيلة فيقع في المصيدة.