شهدت قرية ذي عين التراثية في محافظة المخواة أمس، تنفيذ فكرة إحياء ومحاكاة الموروث الذي تشتهر به المنطقة في الماضي . وانبثقت الفكرة من المشكلة التي تعاني منها أماكن التراث العمراني على مستوى العالم، ألا وهي انعدام وانقطاع الحياة بشكل تام داخل تلك القرى التراثية، حيث أتت فكرة إحياء ومحاكاة الموروث حلاً لتلك المشكلة وصنع جمال سياحي يخدم إنسان ومكان منطقة الباحة . فالموروث والتاريخ جماله أن يستهلكه الإنسان ويتذوقه ويحس به ملء ناظريه ووجدانه، وإحياء التراث العمراني مطلب ملح للأمم التي قررت المشاركة في العطاء الإنساني والثقافي والتاريخي . وأوضح صاحب الفكرة يوسف علي الزهراني، أن مضمون الفكرة له شقان ، الأول يهتم بإعادة الحياة والموروث بكامل تفاصيله داخل قرية ذي عين ، من قبل أهالي القرية ، والثاني تنفيذ محاكاة لذلك الموروث والغوص والانغماس في تفاصيل الحياة اليومية من قبل السائح . وبين أن اختيار قرية ذي عين لتطبيق تلك التجربة لكونها غنية بالموروث، وفيها جميع مقومات السياحة واهتمام أهالي القرية بموروثها ومزارعها، مفيداَ بأن التجربة حصلت على أفضل تجربة سياحية في منطقة الباحة وهدية نقدية بمبلغ 100000 من وزارة السياحة بعد اختيارها من برنامج كرام، وضمن أفضل 100 مبتكر سياحي على مستوى المملكة . وتضمنت فعاليات تجربة إحياء الموروث في قرية ذي عين، استقبال الفريق الزائر وفق عادات أهالي الباحة، وتقديم شرح موسع عن القرية ومزارعها من الموز والمنتجات الأخرى، وسرد قصة السيدة فاطمة العباد المشهورة بالكرم، وكيفية طحن منتجات القمح والذرة بالرحاة . كما شملت التجربة إعداد المأكولات الشعبية (الكسكسية، العيش، الخبز المنكس، العصيدة، اللحم بورق الموز)، وحلب المواشي، والاستماع لآلة الراعي الموسيقية ( الصفريقا) ، وطقوس الحنا، وزغاريد الفرح معلنة حفل زفاف في القرية، واللعب الخاص بالنساء، ولون العرضة والمسحباني للرجال .