تجذب النباتات العطرية برائحتها الفواحة زوار وسياح قرية ذي عين التراثية بمنطقة الباحة ، حيث تنتشر في مزارعها أكثر من 100 شتلة من نبتة الكادي والريحان ، ونحو 5000 شجرة من أشجار الموز، وأنواع متعددة من النباتات المختلفة. "ذي عين" لا زالت وافرة الغلّال كثيرة الخيرات ، وهبها الله بسقيا رحمةٍ تمثلت في عين مائها العذبة التي انبجست من الواجهة الشرقية للقرية التراثية منذ مئات السنين، ففي الزمن البعيد شمخت من خلالها سنابل القمح وأثمرت النخيل الباسقات ، وفي حاضرنا أنتجت عناقيد الموز ، وفاح أريج الكادي ، وهبت نسائم الريحان في الوادي. وتمثل مساحة أراضيها الزراعية بأكثر من 75000 ألف متر مربع وتنتج من الموز خلال العام بأكثر من ثمانية أطنان ، حيث ذروته خلال فصل الصيف ، كما تنتج خلال العام من أزهار الكادي أكثر من 21500 زهرة كادي والذي يجود بعطائه في شهر أكتوبر.ويفخر إنسان ذي عين بمنظومة تراث مائي ابتدعها عبر القرون ، وتشهد مزارع قرية ذي عين خلال هذا العام زراعة أكثر من 700 شجرة بن، التي يستهدف أهلها زراعة أكثر من 3500 شجرة بالتعاون مع فرع الإدارة العامة للبيئة والزراعة والمياه بمحافظة المخواة ، كما حظيت بمشروع إعادة المدرجات الزراعية كمرحلة أولى بأكثر من 400 متر، ويستهدف في مرحلته الثانية أكثر من 500 متر ، ويؤمل المزارعون من جهات الاختصاص اللحاق بأشجار النخيل الباسقات التي تقلّص عددها إلى 47 نخلة فقط . وتشهد قرية ذي عين خلال فصل الشتاء التي تتميز بأجوائها المعتدلة العديد من الفعاليات والبرامج من أهمها مهرجان الموز والكادي والمنتوجات الزراعية الأخرى الهادفة إلى الترويج والتطوير السياحي في المنطقة بصفتها وجهة سياحية ، في حين تستعد ذي عين خلال الأسابيع القادمة بتنفيذ فعالية ( إحياء ومحاكاة الموروث في قرية ذي عين) التابع لبرنامج كرام بإشراف وزارة السياحة، ضمن أكثر من 100 مبتكر سياحي على مستوى المملكة لصناع التجارب السياحية. وتعد قرية ذي عين إحدى أهم القرى التراثية بالمملكة والغنية بتراثها الأصيل، الذي يتمثل في 58 قصراً تراثياً تقع على جبل من الرخام الأبيض المميز بمساحة تقدر ب15000 متر مربع ، تتراوح ما بين الدور والخمسة أدوار، ومسجداً روعي في تصميمه أن يكون وسط الوجهات الزراعية والقصور التراثية.