انطلقت، اليوم فعاليات مؤتمرLEAP التقني الدولي، الذي تستضيفه الرياض، بحضور معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة وعدد من أصحاب المعالي وكبار المسؤولين من داخل وخارج المملكة، وطيف واسع من صناع القرار وقادة الفكر والتغيير وكبار المستثمرين وممثلي كُبرى الشركات التقنية حول العالم، بالإضافة إلى حضور أكثر من 30 ألف زائر في أول أيامه. وشهدت فعاليات المؤتمر إعلان شراكة إستراتيجية بين شركة إريكسون وشركة الاتصالات السعوديةstc لبناء مركز ابتكار 5G، وإعلان شركة SAP العالمية عن إنشاء مركز للابتكار وأكاديمية وسحابة في المملكة تخدم المنطقة. وافتتحت الفعاليات بكلمة للرئيس التنفيذي لمجموعة إريكسون بورجي إيكولم بعنوان: تخيل احتمالات المستقبل الرقمي المستدام، التي أكد فيها، أن المملكة خطت خطوات مهولة حتى باتت في طليعة الدول التي شهدت تحولًا رقميًا على جميع الأصعدة، مشيرًا إلى أن رؤية المملكة 2030 عززت من هذا التسارع وقادت إلى فتح منافذ مستقبلية، لافتًا إلى أن مؤتمر Leap يمثل فرصة كبيرة للمملكة لانطلاق نحو الغد ورسم ملامح الغد المزدهر، كما أنه يعد مكانًا ملائمًا لخلق العلاقات والروابط لصناعة مستقبل مستدام. وشهدت جلسات مؤتمر Leap الذي ينعقد تحت شعار "عينُ على المستقبل"، مشاركة معالي وزير التعاون الإنمائي والتجارة الخارجية بجمهورية فنلندا فيل سكيناري في جلسة الاقتصاد الرقمي بعنوان: دور التشريعات المنظمة للابتكار والتحول الرقمي في تحفيز الاستثمار، التي أدراها وزير الاتصالات البريطاني السابق والرئيس التنفيذي لمجموعة Informa PLC اللورد ستيفن كارتر، حيث بيّن فيل، أن الثقة الكاملة في المنظومة هي من أوصلت فنلندا إلى ما وصلت إليه تقنيًا، مؤكدًا تشرفه بالتواجد ضمن كوكبة من المختصين في المجال التقني في المملكة التي تسجل تقدمًا في كل لحظة، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الأمور الجيدة التي وجدها في المملكة، والمحفزة على تطوير العلاقات وتعزيز الشراكات معها. بدوره قال معالي وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في الإمارات عمر العلماء، ": يجب الإيمان بأن هناك أهدافًا وغايات لاستخدام التقنية، وليس هنا أهدافًا أهم من رفع جودة الحياة للسكان"، مؤكدًا أن هذه التقنيات وضعت لتكون على الخارطة ويتم مشاركتها مع الجميع. وفي جلسة افتراضية قدم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة تقنيات ديل مايكل ديل، ورقة عمل تحدث فيها عن المرونة، مؤكدًا أن التسارع الشديد في عالم التقنية يلزم جميع القطاعات والجهات ذات الصلة بهذا القطاع المستقبلي بالمواكبة أو التنحي جانبًا عن هذا السباق شديد الضراوة نحو المستقبل، مشيدًا بالجهود التي تبذلها أرامكو السعودية التي واكبت التطور بمضيها نحو تمكين الطاقة الجديدة، واصفًا رؤية 2030 بالشجاعة والجريئة، داعيًا الشركات الناشئة بضرورة وضع أفكار ورؤى مستدامة حتى يكون العمل مستدامًا، وتبني التقنيات الحديثة خاصةً وأن الكثير من الفرص تلوح في الأفق. فيما جاءت الجلسة التي تلتها بعنوان: "الإنترنت للجميع" وترأسها وزير الاتصالات البريطاني السابق اللورد ستيفن كارتر، وشارك بها كل من الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة سوبر وورلد السيد هريش لوتليكار، ونائب أول الرئيس ومدير الابتكار العالمي في شركة سيسكو جاي ديدريتش، إضافةً إلى الرئيس التنفيذي لتجربة العملاء لدى شركة نوكيا السيد ريكي كوركر، والرئيس التنفيذي للتقنية بشركة موبايلي المهندس علاء مالكي، ونائب الرئيس الأول لمنطقة الشرق الأوسط بشركة ساب المهندس أحمد الفيفي. وتناولت الجلسة أهمية تمكين الجميع من الوصول إلى الإنترنت حيث أن هنالك أكثر من 3 مليارات شخص غير مرتبطين به، وهنالك ملايين الطلاب لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم في ظل جائحة كورونا، الأمر الذي أسهم في تأخرهم، مشيرين في هذا الصدد إلى أن ما حققته المملكة على صعيد البنية الرقمية التحتية كان له بالغ الأثر في تذليل الوصول إلى جميع الخدمات بما فيها الرعاية الصحية الرقمية، والتعليم والعمل عن بُعد، داعيين الشركاء الدوليين في المنظومة إلى توفير الابتكارات لربط العالم ووضع رؤية واضحة لتوفير الإنترنت للمجتمعات جميعها مع رفع الوعي بأهميته وتعريفها بموثوقيته ومزاياه المذهلة والمتعددة. وفي جلسة افتراضية بعنوان: وعود شبكة ويب 3، توفير مؤسسة موثوقة لعالم متصل بالإنترنت، تحدث الرئيس التنفيذي لشركة في ام وير راغو راغورام، عن الفرص التي توفرها الشركات في المجال الرقمي، وقدرتها على إتاحة العديد من الفرص الكبيرة لتحول المنشآت إلى رقمية، مؤكداً أن من أهم الإستراتيجيات السماح للتطبيقات بتوفير خدمات فريدة من نوعها وتوفير معلومات موثوقة. من جهة أخرى، ناقشت جلسة بعنوان: "كيف يمكن استخدام الابتكار للارتقاء بحياة الإنسان إلى الأفضل"، حيث تطرق المشاركون بها وفي مقدمتهم الرئيس الإقليمي لمنطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة فيزا أندرو توري، والرئيس الإقليمي لشركة سوفت وير إيه جي فيليب لا فورنارا، ونائب الرئيس العالمي لإستراتيجية المنتجات والابتكار بشركة سايتركس كريستيان رايلي، إلى جانب كبير مسؤولي الإيرادات ببنك ساب هانس بيتر فولي، والرئيس التنفيذي لشركة رايفن كابيتال سوبريت مانشاندا، إلى ضرورة دعم الشركات الناشئة باعتبارها الشريان النابض للاقتصاد، مشيدين بالجهود التي تبذلها المملكة في دعم الابتكار وريادة الأعمال، لافتين إلى أن هذه المساعي تتجلى أهميتها في ظل بروزweb 3 والتي تتطلب نماذج عمل جديدة تمكّن الجميع من الانطلاق والوصول عبر القدرات الرقمية، وتبني التقنيات الناشئة إلى صناعة مستقبل أكثر ازدهارًا، وفي ختام الجلسة، أعلن الرئيس التنفيذي العالمي لشركة ساب SAP كريستيان كلاين عن إنشاء مركز للابتكار وأكاديمية وسحابة في المملكة. ووضعت الجلسة التي قدمها الرئيس التنفيذي لمجموعة Informa PLC اللورد ستيفن كارتر، مؤتمر LEAP في السياق باعتباره معرضًا تقنيًا عالميًا كبيرًا، يسلط الضوء على سبب تميز المملكة وقدرتها على تحقيق إطلاق بهذا الحجم، معددًا القدرات والإمكانات الهائلة التي تمتلكها المملكة، التي أسهمت في وضعها في هذه المكانة المتقدمة على مستوى العالم بفضل رؤيتها الطموحة 2030، ودعم قيادتها لجهود صناعة المستقبل واستشراف متغيراته وتحدياته والعمل على استباقها، واصفًا معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحة بالقوة المحركة لهذا المؤتمر، مثنيًا كذلك على جهود الوزارة و الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز في إقامة لهذا الحدث التقني الأضخم الذي يعد الأحدث لأسباب عديدة، أبرزها وجود رؤية تقدمية كرؤية المملكة 2030، والدعم القوي الذي تحظى به قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات والفضاء والبحث والابتكار من قبل القيادة، إضافةً إلى الأهمية الضرورية للتغيير البيئي، والسعي نحو الأتمتة وغيرها، إلى جانب كون المملكة مركزًا للتقنية في المنطقة، وامتلاكها 24 مليون محرك نابض يتمثلون في الشباب، معربًا في ختام كلمته عن سعادته بوصول المؤتمر إلى الخارطة التقنية العالمية، مبرهنًا على القدرات والإمكانات الهائلة المتوافرة بالمملكة. واستأنفت الجلسات، بجلسة "القيادة ومستقبل استكشاف الفضاء" قدمها فرانك مالزغيبر من وكالة الفضاء الأوروبية، متحدثًا فيها عن الفضاء وسبر أغواره من خلال التقنية، كما تطرق فيها إلى الشركات الناشئة، داعيًا إلى الطرق على أبواب الشركات العملاقة لاكتساب الخبرات والتجارب، واحتضان التحديات لأنها توفر الفرص، مشيدًا بتسارع حضور المملكة في المجالات كافة خاصةً فيما يتعلق بمجال الفضاء. وعقب الجلسة، تحدثت نينا نواكانما كبيرة مسؤولي الخصوصية العالمي عن الإنترنت وما يقدمه من دعمٍ ومساندة برزت جليًا في ظل اشتداد جائحة كورونا غير أن نصف سكان العالم غير متصلين به، داعيةً للتكاتف العالمي من أجل ربط النصف بالنصف الآخر، وتوحيد الجهود كذلك لمواجهة الجرائم السيبرانية، وكذلك تحقيق المساواة والعدالة فيما يختص بمشاركة النساء، مشيدةً بالجهود التي بذلتها المملكة لتمكينها ودعم مشاركتها في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات. وتوصل عدد من خبراء التقنية في مقدمتهم نائب الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية وعضو اللجنة التنفيذية لشركة شنايدر إلكتريك، والرئيس التنفيذي لشؤون شركة الاتصالات السعودية STC المهندس عبدالله الكنهل، ورئيس قسم التقنية الرقمية والرئيس التنفيذي لشركة إي أون ديجيتل تكنولوجي ماثيو تيمز، ونائب المحافظ المساعد للتخطيط والتطوير بهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس نايف ششة، وكبير مسؤولي الإستراتيجيات في فوربس أجنايت ويل طومسون، عبر جلسة نقاش "هل يمكننا تحقيق مستقبل مستدام للجميع؟" للإجابة على النقاش المطروح، حيث أوضحوا أن مفهوم الاستدامة هو المحافظة على طرق الحياة دون التأثير على المستقبل. وأكد لوك ريمونت، أن التقنية لها دور كبير في تتبع الاستدامة واتخاذ خطوات في الاتجاه الصحيح واستطاعة التغيير، وستدعم جهود مبادرة السعودية الخضراء بما تشكله من قفزة كبيرة للاستدامة، فيما بيّن الكنهل أن الإسهام في الاستدامة شيء يمكن تحقيقه عن طريق شراكة مختلفة الأطراف، على أن تحفزها الدولة كما تحفزهم على تقديم الخدمات، مؤكدً أنه حان الوقت لكل منظمة لإضافة استدامة لكل عملية تقوم بها، لنكون فعالين جميعا تجاه بيئتنا. كما أوضح المهندس نايف ششة، أن هناك إمكانات هائلة لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات تسهم في تمكين مستقبل مستدام والحلول الذكية التي يقدمها هذا القطاع كونه داعما رئيسا لنجاح وازدهار جميع الصناعات، بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عنها. وفي جلسة بعنوان "التقنية هي المُخلِص"، تطرق المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مودبيتس مارسيو باراداس، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بيورهارفست سكاي كورتز، وكبير المهندسين والشريك المؤسس لشركة مزارع البحر الأحمر ديريا باران، إضافة إلى الرئيس التنفيذي لمجموعة أسباير الغذائية المهندس محمد عاشور، و مؤسس شركة ساميت بارتنرز بينا خان، لكُبرى التحديات التي يواجهها العالم وعلى رأسها الجوع، وإمكانية الاستفادة من التقنية باعتبارها المُخلِص من هذه المعوقات التي تحد من رفاه واستقرار المجتمعات البشرية. وتحدث المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بابليون هيلث علي بارسا، في جلسة حوارية عن الرعاية الصحية وكيفية توسيع نطاق وصولها إلى الجميع في ظل المد التقني المتزايد ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة. كما تضمن اليوم جلسة ابتكارية بعنوان "كيف سيغير الذكاء الاصطناعي العالم"، والمقدمة من قبل عالم تقني ورجل الأعمال الدكتور كاي فو لي، الذي أكد أن المملكة تمتلك فرصًا عديدة تدعمها في ذلك رؤيتها الطموحة لتصبح ثالث أقوى دولة في العالم، مشيرًا إلى أن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وخاصةً تقنيات الذكاء الاصطناعي بمقدورها تغيير خارطة الأشياء، وتوفير العديد من الفرص في ظل تزايد قدراتها يومًا تلو الآخر، إذ يتوقع أن تشغل الروبوتات خلال 15 سنة القادمة نصف الوظائف الموجودة، كما يتوقع أن تنخفض نسبة استهلاك الكهرباء باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى ما نسبته 90%. وشهد المؤتمر في يومه الأول إلى جانب الجلسات العديد من المشاركات والحوارات التي تم التطرق بها إلى تقنيات المستقبل، والتحول الرقمي، والتنويع الاقتصادي في عصر الثورة الصناعية الرابعة، علاوةً على مستقبل المدن الذكية، و المستقبل الرقمي المُستدام، بالإضافة إلى جلسة استثنائية، الذي تحدث فيه اللاعب السابق لمنتخب البرتغال لكرة القدم المستثمر حاليًا لويس فيجو، عن تجربته الثرية والطويلة في عالم كرة القدم، كما تناولت الجلسة الجانب الآخر من شخصيته والمتعلق بكونه رجل أعمال ناجح ومالكاً لأحد التطبيقات المتخصصة في تنمية المواهب الرياضية، وقدم فيغو خلال الجلسة العديد من النصائح لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع بما يسهم في نموها وتقدمها.