قدم مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة في يومه الثاني ست ورش فلسفية تناولت عدة موضوعات وقضايا فلسفية، والتقت فيها أفكار وأطروحات كبار الفلاسفة والمفكرين على المستويين المحلي والدولي. وتحدث في ورشة "الاستجابة الأخلاقية للا متوقع"، التي أدارها جوزيف كوهين، وأستاذ الفلسفة المساعد في جامعة طيبة حسن الشريف، وأستاذ الفلسفة في جامعة ييل توماس بوج، والباحث في الفلسفة صالح سليم، عن دور التجديد التكنولوجي اللا متوقع في استعداد البشر للكوارث، والأخلاق والأخلاقيات في مواجهة الأحداث التاريخية غير المتوقعة، بجانب النقاش حول إمكانية التصدي بطريقة أخلاقية لمختلف الآثار السلبية للجائحة على المجتمع. وأكد المتحدثون أن استعمال التنميط يزيد في أوقات اللا يقين، ويعد ذلك من تأثيرات اللا يقين على قدرة البشر على التفكير الإيجابي، مبينين أن المجتمع بإمكانه أن يؤثر تأثيراً كبيراً على الأحداث والوقائع حتى في عدم اللا يقين، بحيث يمكنه استخدام التخمين، وبالتالي التأثير بشكل مختلف على الاستجابة الأخلاقية للأحداث، كما حصل في إعصار تسونامي وجائحة كورونا الحالية. وفي ورشة "العقل والجسد ووعود تطور العلم" شارك عميد معهد الدراسات والخدمات الاستشارية بجامعة القصيم فهد العييري، بورقة عمل بعنوان "ماذا لو فكرت الآلات؟"، بينما قدم عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود بندر الغميز، ورقة أخرى بعنوان "براغماتية اللغة والذكاء الاصطناعي: هل تفكر الآلة؟". بدورها، قدمت عضو التدريس في جامعة باريس ديدرو آن ماري مولان، ورقة بعنوان "الجسد المتعدد: الفلسفة والطب"، فيما قدمت الأستاذة المشاركة في الفلسفة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة كاتارينا بيلو ورقة عمل حملت عنوان "ابن رشد: عن العلم والمعرفة المؤكدة"، وذلك ضمن محاور الورشة التي تركزت حول سؤال هل الذكاء الاصطناعي إنجاز مكمل للإنسانية أم قطيعة لها، وكيف يستطيع التاريخ إلهام الحقيقة العلمية والاكتشاف، والعقلانية الأخلاقية والاهتمام الأخلاقي في عالمنا المعاصر. وجاءت ورشة معهد مبادرة مستقبل الاستثمار، تحت عنوان "التفكر في إنسانية الغد"، وتحدث فيها رئيس المعهد ريتشارد أتياس عن تأثير التكنولوجيا على الفرد والمجتمع، حيث أكد أنها مع ضرورة وجودها الآن لتسيير أمور الحياة في ظل الظروف الراهنة، إلا أن لها سلبيات متعددة، قد تصل إلى الإدمان الذي يؤدي إلى إهمال بعض الواجبات، وترك العديد من الهوايات بالنسبة للأطفال كالرياضة وغيرها، مشيراً إلى أنه ينبغي تعليم الأطفال ما هو الجيد والرديء من هذه التقنيات، مناقشاً الحضور المال وعلاقته بالسعادة، وهل وجوده ضروري لجلب السعادة، بمنظور فلسفي. وفي ورشة أخرى عقدت تحت عنوان "الإسهام الحيوي والأساسي للمفكرين العرب في الفلسفة" ناقش كل من أستاذ تاريخ التأثير العربي والإسلامي في أوروبا شارل بورنيت، والأستاذ في جامعة لودفيج ماكسيمليان بميونخ الوليد السقاف، تأثير الفكر الإسلامي على الفلسفة، ودوره في فلسفة العصور الوسطى وعصر النهضة، حيث أكدا الدور الكبير للعلماء العرب الذين ساهموا في نقل اللغة العربية ومعارفها إلى أوروبا، ومن ضمنها الترجمات العربية لأعمال أرسطو، بجانب العلوم الرياضية، وعلم الفلك والتنجيم، والتي استفاد منها العديد من علماء الغرب في حينه، على الرغم من أن النص العربي المترجم إلى اللاتينية لم يكن فلسفياً في حينه. كما عقدت ورشة عمل بعنوان "كيف يمكن لمفهوم اللا متوقع أن يعزز وجود أنماط علمية جديدة؟"، قدم من خلالها الأستاذ في جامعة نيويورك نيد بلوك ورقة بعنوان "لماذا لا تنطوي الرؤية على مفاهيم أو فهم؟"، فيما حملت مشاركة الأستاذة في جامعة كاليفورنيا باتريشيا سميث تشرشلاند عنوان "كيف يمكن للمفاجأة أن تلهم التقدم: أمثلة توضيحية من علم الأعصاب"، وذلك ضمن المحاور الرئيسية للورشة وهي دور العقل في العلم والتكنولوجيا، والاكتشافات العلمية اللا متوقعة في تحسين حياة البشر وتقدمها، وأهمية الفلسفة في الفهم العلمي والمعرفة. وفي الورشة الأخيرة بعنوان "سؤال ومعنى" لمنصة "معنى"، تحدث فيها مؤسس ومدير عام المنصة بدر الحمود عن تنفيذ تجربة اجتماعية وفلسفية من خلال مشاركة الجمهور في محادثة فردية مع أحد الخبراء.