أقام "مؤتمر الرياض للفلسفة" في مطلع يومه الثاني 6 ورش فلسفية، اهتمت بجميع فئات المجتمع. بدءاً بالورشة الأولى التي جاءت بعنوان "منح الفلسفة مساحة في مستقبلنا"، وتحدث فيها أستاذ الأصول الفلسفية للتربية بجامعة الملك سعود رئيس مجلس إدارة جمعية الفلسفة السعودية الدكتور عبدالله المطيري ، وعضو هيئة التدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وهبة الدغيدي، وأستاذ قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة ديلاوير مقتدر خان، عن موضوع الحاجة إلى التعليم في اجتناب الجهل المفروض على الذات، وقيمة التعليم في مواجهة عدم القدرة على التنبؤ بالتقدم البشري، والعلاقة بين الاستقلالية الإبداعية وتعزيز المهارات والكفاءات في المجتمع المعاصر. وشددوا على أهمية إعادة التفكير في التاريخ والتأمل في تفرده، وفي التفكير الفلسفي التاريخي الخاص بالتفرد والتميز، وأن "التميز" مفهوم رياضي، ويعرف رياضياً بالنقطة التي تحدث تغييراً جذرياً داخل منظومة التفكير، والذي بدوره يعتبر حدثاً لا يمكن توقعه أو التنبؤ به، ممّا يدعو إلى تطبيق نظرية "التفكيك" والتي تعني الحشد، وهو إحداث تغيير جذري لنموذجية المعنى. كما أشاروا إلى أنه يمكن وصف فكرة "التميز" بالصدق والعدالة، وذلك من منطلق أن الوقائع التاريخية تشير إلى العدالة التي تعني الصدق والمعنى والحق، مؤكدين أن هناك حاجة لتغيير أو تحويل المنظومات القائمة على التفكير، وأنه هو تغيير أو تحويل وتبديل للبداية حتى نصل إلى آفاق التغيير في المنظومة التشغيلية لإيجاد آفاق جديدة. وفي الورشة الثانية بعنوان "اللا متوقع وحدود العقل البشري"، تحدث أستاذ الفلسفة في جامعة بريتوريا مفوتشيفاز، والبروفيسور في الفلسفة بجامعة بوغازيتشي بتركيا وكينيث ويستفال، وأستاذ الفلسفة بجامعة بادوفا في إيطاليا نيال كين، عن فاعلية الإنسان في مواجهة المواقف الحرجة، وقيمة التقييم النقدي لتقويض الدوغمائية، والممارسات المعمارية في تعزيز حرية الإنسان. وقدمت مؤسسة بصيرة ورش عمل خاصة بعنوان "أفكار كبيرة: ورشة فلسفية للناشئين"، قدمتها المستشارة التربوية ومديرة المؤسسة داليا تونسي. وتحت عنوان "لماذا وكيف نلهم الأطفال ليصبحوا فلاسفة؟"، ناقشت المستشارة التربوية داليا تونسي، وأستاذ الفلسفة كريستوفر فيلبس، عدداً من المحاور ذات العلاقة بالأنماط التعليمية الجديدة لنقل الفلسفة إلى الأجيال الشابة، وأهمية التساؤلات الفلسفية في التعرف على صعوبات التطور عند الأطفال، بجانب مناقشة قيمة التفكير التقليدي في التنمية المبكرة للأطفال لإنتاج مواطنين بالغين مسؤولين. وبالتزامن معها أقيمت ورشة أخرى بعنوان "استباق المفاجآت: مصير حرية الإنسان" قدم فيها الأستاذ الفخري في كلية دبلن الجامعية فران أورورك، ورقة عمل بعنوان "الأمل والروح البشرية"، فيما قدم عضو الجامعة الوطنية المستقلة بالمكسيك جيراردو دي لا فوينتي، ورقة عمل أخرى بعنوان "اللا متوقع والأمل". وقدم الأستاذ في كلية بوسطن ديرموت موران، ورقة بعنوان "الجهل المقدس: تفكير في اللا موصوف في التقليد الصوفي في العصور الوسطى". وتناولت الورشة قيمة الأمل في الوجود الإنساني، وكيف يمكن للا متوقع أن يعزز ديناميكية جديدة للأمل، والعلاقة بين الأمل والإيمان في العقل البشري. وفي ورشة "ماض لا متوقع: إعادة التفكير في التاريخ"، قدم الأستاذ في كلية دبلن الجامعية جوزيف كوهين، ورقة عمل بعنوان "التفرد في التاريخ"، فيما شارك أستاذ الفلسفة في جامعة بروكسل الحرة هيرنان غابرييل، بورقة عمل تحت عنوان "اعتبارات تتعلق بالعلاقة بين اللا متوقع والخفي"، بينما قدم عضو جمعية الفلسفة السعودية عبدالله الهميلي ورقة عمل عن "العلاقة بين اللا متوقع والتاريخ"، وخلالها ناقش المتحدثون والحضور العلاقة بين اللا متوقع والتاريخ، وكيف يعزز مغزى التاريخ وذاكرته القدرة على تحمل المسؤولية، وقيمة الاعتراف التاريخي من أجل القرارات المتعلقة بالحاضر والمستقبل. يشار إلى أن "مؤتمر الرياض للفلسفة" قد انطلقت أعماله أمس، ويعد أول مؤتمر فلسفي من نوعه يقام بالمملكة، وتنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة على مدى ثلاثة أيام، من الثامن حتى العاشر من ديسمبر الجاري، في مقر مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، بمشاركة عدد من المتخصصين وخبراء الفلسفة ونظرياتها وتطبيقاتها الحديثة من جميع أنحاء العالم؛ بهدف إيجاد مساحة حوار تناقش مستجدات علم الفلسفة وتطبيقاته الحديثة، وتدعم المحتوى الفلسفي متعدد الأبعاد والآفاق، بالإضافة إلى بناء جسور التعاون بين المؤسسات الناشطة في مجال الفلسفة من مختلف دول العالم، والدفع بعجلة البحث العلمي والأكاديمي في المجال الفلسفي، وقد اعتمد في دورته الأولى مفهوم "اللا متوقع" كمحور مركزي، سينسج من خلاله الحضور موضوعاتهم وتأملاتهم وأبحاثهم من خلال المحاضرات، والجلسات العامة، والورش الفلسفية المتنوعة.