انتهت أول أيام مؤتمر الرياض الدولي الفلسفي بجلستين شارك فيهما فلاسفة ومفكرون من مختلف جنسيات العالم. وأكد رئيس المؤتمر العالمي للفلسفة لوكا ماريا سكارانتينو خلال مشاركته في المؤتمر،أن دعوة الفلاسفة إلى المملكة لها أثر كبير يتجاوز حدودها إلى بقية دول العالم، مشيداً بدور الجزيرة العربية منذ الأزل في نقل الثقافات والعلوم الفلسفية، حيث كانت جسراً ثقافياً لربط العالم العربي ببقية دول العالم. وفي جلسة بعنوان "نقل الفلسفة وابتكار نماذج تعليمية جديدة لعالم متغيّر"، ركز المشاركون على الأطر التعليمية المعاصرة للفلسفة في التعليم الثانوي والعالي، بالإضافة إلى مقترحات مناهج جديدة لتعليم الفلسفة، والإمكانيات المقارنة لتعليم الفلسفة في مختلف السياقات الجغرافية والمجتمعية، حيث تحدث الفيلسوف الأمريكي كريستوفر فيلبس عن أهمية إتاحة الفرصة للأطفال، والتأكيد على وجوب قيادتهم في الكثير من المجالات، لأنه من الممكن أن يكوّنوا كلمات معبرة يتعلم منها الكبار، داعياً إلى التقليل من فكرة أن الأطفال ليسوا فلاسفة، بينما تحدثت المستشارة التربوية ومؤسسة ومديرة "بصيرة" للاستشارات التعليمية داليا تونسي، عن التعليم الفلسفي للأطفال ومايسمى بفلسفة الطفل التي بدأت في سبعينيات القرن الماضي لمحاولة فهم من هو الطفل. وتخلل الجلسة كلمة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بعنوان "أعمال اليونسكو في تعزيز الفلسفة" استعرض فيها اختصاصي البرامج لدى المنظمة بيدرو مونريال غونزاليس، جهود المنظمة في تعزيز الفلسفة، التي تُجسد بالنسبة لها عملية تفكير شاملة، وتوفر تحليلاً يغطي جميع التخصصات من أجل تحسين فهم العالم وتحديد الاستجابات المناسبة لما يواجهه من تحديات. وذكر غونزاليس أن الفلاسفة يؤدون دوراً مهماً جداً في توضيح التحديات المعاصرة،لا سيما التحديات المتعلقة بالأخلاقيات والعدالة، وتعد المنظمة أن مسائل التفكير النقدي والاستشراف والمنطق الأخلاقي هي عناصر مهمة جداً لبناء المجتمع السليم، لذلك تسعى اليونسكو إلى تعزيز المنظور الفلسفي في جميع برامجها ومجالات عملها. وفي الجلسة التي تليها تحدث المشاركون حول "الجانب الجيد لمفهوم اللا متوقع في الفلسفة"،وأوضح رئيس المؤتمر العالمي للفلسفة،أن جميع الجهود الحالية تجبر المتخصصين في الفلسفة على تقييم تخصصهم وعلاقته بمختلف أمور الحياة، لأن الفلسفة بكامل مكوناتها تبحث عن مفاهيم ومراجع جديدة تفهم تعقيد حياتنا. وخلال الجلسة قدم رئيس مجلس إدارة جمعية الفلسفة السعودية عبدالله المطيري عرضاً تعريفياً عن الجمعية، مستعرضاً تاريخ الفلسفة في المملكة، وبداية الاهتمام بها، والخطوات والمراحل التي مرت بها، والخطوط المعرفية لها، التي تتمثل في المعرفة الدينية واللغوية، بينما شارك المهندس والكاتب والفيلسوف حمد الراشد بورقة عمل بعنوان "التداعيات الفلسفية اللا متوقعة في علاقة الإنسان بالتكنولوجيا"، تحدث فيها عن حدود وإيجابيات الفلسفة في مواجهة الأزمات غير المتوقعة، والحاجة إلى تطوير أنماط فكرية جديدة لتحويل ما هوغير متوقع إلى مسؤولية مستدامة. فيما قدم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الفلسفة السعودية شايع الوقيان ورقة بعنوان "فلسفة الأمل: الاتجاه نحو اللا متوقع"، تحدث فيها عن فلسفة الأمل وتعريفها، مبيّناً أن هناك من يخلط بين الأمل والتوقع، فهما يتفقان في الاتجاه إلى المستقبل، ويختلفان في أن الأمل مصحوب بالرغبة والرجاء، والتوقع ينطلق من الوضع الراهن وحيثياته. يشار إلى أن "مؤتمر الرياض للفلسفة"قد انطلقت أعماله أمس، ويعد أول مؤتمر فلسفي من نوعه يقام بالمملكة، وتنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة على مدى ثلاثة أيام، من الثامن حتى العاشر من ديسمبر الجاري، في مقر مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، بمشاركة عدد من المتخصصين وخبراء الفلسفة ونظرياتها وتطبيقاتها الحديثة من جميع أنحاء العالم؛ بهدف إيجاد مساحة حوار تناقش مستجدات علم الفلسفة وتطبيقاته الحديثة، وتدعم المحتوى الفلسفي متعدد الأبعاد والآفاق، بالإضافة إلى بناء جسور التعاون بين المؤسسات الناشطة في مجال الفلسفة من مختلف دول العالم، والدفع بعجلة البحث العلمي والأكاديمي في المجال الفلسفي، وقد اعتمد في دورته الأولى مفهوم "اللامتوقع" كمحور مركزي سينسج من خلاله الحضور موضوعاتهم وتأملاتهم وأبحاثهم من خلال المحاضرات، والجلسات العامة، والورش الفلسفية المتنوعة.