شهد ملتقى "الترجمة" الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة بالرياض خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، إقامة عشر ورش تدريبية تناولت العمليات الفنية للترجمة وتقنياتها وقوالبها المتعددة، بمشاركة خبراء ومتخصصين في الترجمة. وقدمت الورشة الأولى الأستاذ المساعد بجامعة القصيم الدكتورة أسماء القنيعير، ناقشت فيها "تطبيقات الترجمة الإعلامية والمحتوى الإخباري"، متحدثةً عن أهمية الإعلام وأثره في تشكيل الرأي العام، مشيرةً إلى خصائص اللغة الإخبارية من حيث الخبر الصحفي وأجزائه، وتفضيلات لغة الصحافة عامة، كما فعّلت الدكتورة التطبيق الجماعي مع المشاركين في الورشة، من خلال عرض نسخة من الأخبار وعناوينها. فيما تناولت الورشة الثانية موضوع "إدارة مشاريع الترجمة" مع المحاضر والمترجم الدكتور كريستيان نيكوليتش، الذي تحدث فيها عن مهارات إدارة المشاريع والمخاطر في المجال، مستهدفاً بها المترجمين المحترفين والطلاب والأكاديميين، وعدد النقاط التي تساهم في إيجاد بيئة إدارية واعية، واختتمها بجلسة عملية للحضور، لتطبيق المعلومات والمهارات التي تطرق لها. وجاءت الورشة الثالثة بعنوان "تطبيقات الترجمة السياسية" للأستاذ الدكتور عبد الحميد عليوة، استعرض فيها عدة محاور، من أهمها: فهم لغة السياسية ومناقشة طبيعتها وخصوصيتها، والتعرف على استراتيجيات ومهارات الترجمة السياسية والتدريب على آليات تطبيقها من خلال التمارين العملية، ومعرفة خصائصها والتركيز على اهتمامات الجمهور المتلقي، بالإضافة إلى تحليل وفهم الجوانب الثقافية والأيدولوجية للنصوص السياسية. وفي الورشة الرابعة التي قدمها المترجم والأكاديمي فهد الهذلول بعنوان "الترجمة الشفوية عن بعد"، تحدث فيها عن النظرة العامة للترجمة الفورية عن بُعد، وتحديد الكفاءة اللازمة لبدء العمل في صناعتها، مُتأملاً إدراك أهمية الترجمة الشفوية عن بُعد في المستقبل، واغتنام الفرص التي ظهرت عقب جائحة فايروس كوفيد 19، بالإضافة إلى القدرة على الممارسة الذاتية للترجمة باستخدام الوسائل الرقمية. أما الورشة الخامسة فقد جاءت بعنوان "ترجمة المؤتمرات"، وتحدثت فيها المترجمة رنا الحنايا عن الترجمة الفورية للمؤتمرات وأنواعها، والأساسيات والتقنيات المستخدمة، والتعريفات الخاصة بالمترجم الفوري، مشددة على القواعد الذهبية في المجال، كالابتعاد عن تفسير شيء لم يسمع أو يفهم صوتياً، وزيادة التركيز قدر الإمكان، والتأكد من قدرة المترجم الفوري على سماع المتحدث بوضوح تام. وتناولت الورشة السادسة موضوع "السترجة"، وهي فرع من فروع الترجمة السمعبصرية، تحدثت فيها أستاذ الترجمة واللغويات المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة أبرار مجددي عن كيفية التدرب على التعامل مع خصائص السترجة اللغوية والثقافية التي تتضمن استخدام الكلمات الدارجة والسهلة للمشاهد وتجنب الكلمات غير المألوفة، مؤكدة أهمية التطبيق العملي على برنامج السترجة الاحترافية، وأنماط الترجمة السمعبصرية من حيث نوعها المتخصص كالبرامج الطبية والقانونية، وقالت: لابد من الحرص والاعتناء ومراعاة الكلمات دون الإخلال بالمعنى، مشيرة إلى قيود السترجة ومنها عدد الكلمات التي لا تقل عن 30 حرف ولا تزيد عن 36 حرف في السطر الواحد، وتطابق النص مع الصورة من ناحية تقنية. وجاءت ورشة العمل السابعة بعنوان "أساسيات الترجمة التحريرية"، قدمتها عضو هيئة التدريس في الجامعة السعودية الإلكترونية الدكتورة نهى العويضي، ركزت خلالها على الاختلافات التركيبية بين العربية والإنجليزية، فاللغتين من عائلات مختلفة ومتعاكسة يجب على المترجم الدراية بها، وإعطاء الحلول والطرق التي تساعد المترجم عند مواجهته لأحد الاستراتيجيات التي تسبب صعوبة في تناسق الجملة وصحتها، وتوضيح الفرق بين المتلازمات اللفظية والعبارات الثابتة. فيما جاءت الورشة الثامنة بعنوان:" الترجمة القانونية" قدمتها الدكتورة كاثرين واي من جامعة غرناطة بإسبانيا، تناولت فيها تطوير مهارات المختصين في مجال الترجمة القانونية وخاصة النصوص التحريرية، والمشاكل المحتملة التي قد يقع بها المترجمون المختصون في هذا النوع من الترجمة. وحملت الورشة التاسعة عنوان "الترجمة المجتمعية" قدمتها أستاذة دراسات الترجمة الدكتورة نايكي بوكورن، وعملت فيها على تزويد المشاركين بالمعرفة الأساسية لمهنة المترجم المجتمعي ومعايير الممارسة ومبادئها، موضحةً استراتيجيات وأمثلة واقعية مختلفة تبين الخصائص الأساسية للمهنة لتطبيق قواعد الأخلاق عليها، وتجنب الأخطاء التي من الممكن أن يقع فيها المترجم المجتمعي. واختُتمت ورش عمل ملتقى الترجمة بالورشة العاشرة التي جاءت بعنوان "استراتيجيات التحليل النقدي للخطاب متعدد الوسائط للنصوص السمعيبصرية"، قدمها الأستاذ المساعد بقسم دراسات الترجمة وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة في دولة قطر الدكتور رشيد يحياوي، تناول فيها كيفية ارتباط النصوص وتزاوجها بين السمعي والبصري، وأهمية الاستفادة من التطور التكنولوجي في عصرنا الحالي لخدمة عمليات الترجمة وأساليبها.