شهد اليوم الثاني من "ملتقى الترجمة" الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مقر وزارة التعليم بالرياض، مناقشة واقع الترجمة السمعبصرية بين المهنة والهواية في جلسة تحدث فيها المترجم والباحث الدكتور رشيد يحياوي، والأستاذ المساعد بجامعة الملك عبد العزيز د. أبرار مجددي، ومتخصص السترجة الناشط عبد الله الخريف، وأدار الجلسة الدكتور ظافر آل طحيطح. وبدأ الدكتور يحياوي بالحديث عن واقع الترجمة في العالم العربي، مبيناً أننا بحاجة شديدة لمعاهد متخصصة في الترجمة السمعبصرية والسترجة والدوبلاج، وأضاف: "لا يتعارض هذا مع ضرورة الدراسة الأكاديمية، فبعض الهواة في هذا المجال يبدعون أكثر من المهنيين؛ بحكم أنها تعتمد على الممارسة والدربة، ونرى ذلك جليّاً في محبي ومتابعي الأفلام". وأردف: "يتدرج أصحاب الهواية في هذا المجال من متابعة وممارسة، إلى تخصص ومهنة، ثم تحدثت الدكتورة مجددي عن الوضع الأكاديمي لهذا المجال في العالم العربي، وقالت: "متفائلة بالفرق الذي لمسته في تخصص الترجمة السمعبصرية والسترجة، لأنه في السابق لم تكن تُدرَّس هذه المادة في أغلب الجامعات في العالم، والطلاب السعوديون قليلون جداً". موضحة أنها في السابق عند المشاركة في المؤتمرات والملتقيات الخاصة بالترجمة تركز على التعريف بهذا المجال كبحث، مع ملاقاته بعضاً من السخرية لقلته وجهل الناس به. وأضافت: "يعد الوضع الحالي أفضل بكثير مما قبل، والدعم الحاصل في المملكة لهذا المجال، من اهتمام وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة، وإنشاء الجمعيات المتخصصة في الترجمة". عقب ذلك حكى الناشط الخريّف قصته مع السترجة كهاوٍ، وقال: "كنت مشاركاً في برامج الابتعاث وفشلت في تعلم اللغة الإنجليزية، فألغيت بعثتي حينها وأُعطيت فرصة أخرى عن طريق امتحاني في اختبار الآيلتس، فاعتكفت لمدة خمسة أشهر أتعلم عبر برنامج اليوتيوب". وأضاف: "قطعت عهداً على نفسي أنني عند اجتياز هذا التحدي، سأترجم هذه المقاطع المعلوماتية التي لا يهتم بها كثير من المترجمين، فاجتزت التحدي وأوفيت بالوعد، حتى إنها لاقت رواجاً كبيراً ولله الحمد". واستطرد الدكتور رشيد يحياوي قائلاً: "يلاقي هذا التخصص اهتماماً كبيراً في الوقت الحالي بجوانبه الأكاديمية في غالبية الدول العربية وخصوصاً هنا في السعودية، وهذا الملتقى هو دليل كبير على هذا الاهتمام". فيما أوضحت الأكاديمية مجددي أنه ليس بالضرورة دراسة هذا المجال، والاعتماد على دارسيه فقط، وإنما يعتمد ذلك على ممارسته والإبداع فيه. واختتمت الجلسة بتنويه الناشط الخريّف حول ضرورة دراسة هذا المجال، حيث قال: "لكل مقام مقال، فبعض التخصصات تحتاج إلى ترجمة متخصصة عبر دراستها، كالطب وغيره من المجالات الدقيقة التي تحمل كمّاً كبيراً من الكلمات الخاصة بها".