إعداد : حسين حافظ ، تصوير : فايز المطيري اعتاد أهالي المدينةالمنورة وفي صورة من صور التكافل الاجتماعي على أحياء عاداتهم المتوارثة والتي يتصدرها الاجتماع في منزل كبير الأسرة مستهل شهر رمضان المبارك لتناول وجبة الإفطار أو السحور في بعض الأحيان مما يعكس روح الود والاحترام الذي يكنه أفراد الأسرة لكبيرها وتوقيرهم له. وتحمل العادات والتقاليد بين أهل المدينةالمنورة طابعها الخاص، متمثلة في الاستعداد المبكر لشهر رمضان والذي يبدأ من يوم 25 شعبان بشراء مختلف المستلزمات الغذائية، وأدوات التزيين الشعبية في الحارات والبيوت لإعلان استقبال الشهر الفضيل، إضافة لعادات ترديد الأهازيج والعبارات الشهيرة إضافة لتحضير حلويات "المشبك"، و"اللدو"، و"اللبنية"، إضافة لأنواع المكسرات والفشار . كما اعتاد المجتمع المدني باختلاف أطيافه وكعادة سنوية، على حضور الصلوات في المسجد النبوي الشريف، وتنظيم موائد الإفطار التي يتسابق الجميع على دعوة الصائمين للانضمام إليها ، وإن كانت هذه العادة قد تم تعليق العمل بها بسبب اشتراطات الإجراءات الاحترازية والوقاية لجائحة فيروس كورونا "كوفيد – 19" . وعلى صعيد ربات البيوت نجد الحرص على إعداد أصناف من الموائد المختلفة والمميزة من كل ما لذ وطاب ، والحرص على مشاركة الجيران فيها وإرسال الأطباق التي يقابلونها بأطباق مماثلة مما ينتج عنه تنوع السفرة المنزلية من صنوف الأطعمة المشهورة في رمضان ك "شوربة الحب" التي تتصدر السفرة الرمضانية المدينية مع السمبوسك، والبريك، والمطبق، والماسية، والمهلبية، والكاسترد، والكريمة، وحلى "اللبى" ، واللقيمات إضافة إلى صحن الفول الذي تتفنن كل أسرة في إعداده بطريقة مميزة وإضافات لذيذة وشهية عليه . وتشتهر المدينةالمنورة، بأصنافٍ مميزة على سفرة الإفطار الرمضانية، كالكنافة بأنواعها، والمهلبية، واللقيمات، والطرمبة، والقطايف، والبريك الحلو، والجلي، والشعيرية بالقشطة، واللحوح بالسكر، إلى جانب المشروبات التي قلما تجدها في غير شهر رمضان المبارك كمشروب السوبيا بنوعيه الأحمر والأبيض ومشروب قمر الدين وشراب التوت . كما عرفت مدينة المصطفى، بعادات وتقاليد ربما اندثرت نوعاً ما بسبب اتساع المدينة وتباعد المساكن ونشوء أحياء جديدة ضمن النهضة المباركة التي تشهدها المملكة بمختلف محافظاتها ومناطقها، ومن بينها الأناشيد التي كان الصغار يطلقونها وهم يحملون أحدهم على الأكتاف مرددين "جابوه ما جابوه.. ولد العري طهروه" ، ويجوبون الحواري والأزقة، وكان الصغار قبل دخول الشهر الكريم يترددون على البيوت ويطلقون عبارات متنوعة لينالوا الحلويات والنقود التي تحرص ربات البيوت على تجهيزها في مغلفات أو قراطيس منذ وقت مبكر استعداداً لتوديع شهر شعبان واحتفاءً بمقدم شهر رمضان المبارك . وتحرص الأسر بالمدينةالمنورة في نهاية الشهر الفضيل، واحتفاءً بمقدم عيد الفطر المبارك، على التفنن بإعداد "الدبيازة" التي تقدم صباح العيد بعد الصلاة في المشهد، والتي تتكون من قمر الدين، والمكسرات إلى جانب الأطباق الأخرى من الموالح والحلى، وسط حضور ومشاركة كافة أفراد الأسرة، الذين يتقدمهم كبير الأسرة، مع تجهيز العيديات التي تدخل البهجة والسرور على نفوس الصغار، كما يتم تنصيب الألعاب الشعبية القديمة التي تتنوع بين المراجيح، والزلاجات وركوب الخيل والمزينة بألوان و"دناديش" زاهية، وذلك منذ منتصف الشهر الكريم استعداداً لعيد الفطر المبارك، وهو ما يُضفي أجواءً احتفالية رائعة في الميادين العامة تُفرح الصغار وتُبهج الكبار .