يسلط "تجربة الضوء" الجناح الثاني لمعرض نور على نور المتضمن أعمال فنانين معاصرين ارتكز فنهم على التكنولوجيا الرقمية، الضوء على الثقافة المعاصرة التي نضجت في حقبة تمكنت فيها الوسائط الحديثة من ابتكار وسائل متطورة للتفاعل مع الفنون الجميلة. ويعتمد الجناح على التكنولوجيا الرقمية، وتاريخ من فنون التصوير الكمي وإعادة الإنتاج الميكانيكي ومادية الضوء. ويتضمن الجناح عمل مميز للفنان الأمريكي أورس فيشر، استخدم فن النحت المصور، حيث قام بتصوير الممثل ليوناردو دي كابريو في العمل الفني، "ليو (جورج وإيرميلين، 2019م)"، الذي يقدم الممثل الشهير في صورة مزدوجة مع والدته ووالده من خلال الفنون الضوئية، وقد نحت العمل من مادة قابلة للذوبان حيث بدأت شعلتها مع انطلاقة احتفالية نور الرياض، وستنطفئ نهاية الاحتفال ليظهر للمتابع عمل فني آخر ذو رسالة فنية عالية. وجذب عمل المصممة والفنانة اليابانية يايوي كوسوما، "غرفة المرايا اللانهائية – تألق الأرواح 2014م" زوار المعرض، فهي تأخذ الزائر في نزهة تشبه الحلم عبر عالم بديل، وتخلق الصور المنعكسة مجالًا مرئيًا لانهاية له من الأضواء المتلألئة بألوانها المتعددة والمنيرة . وللفنانة العربية لارا بلدي قطعة فنية معلقة في إشارة إلى النوافذ الزجاجية الملونة، وفنون الماندالا والأرابيسك والعوالم الخلوية الدقيقة والسماء الليلية اللانهائية، حملت عنوان "روبا فيكيا كاليدوسكوب 2007م"، حيث يسطع العمل بأضواء المعرض التي ترتد عن الخلفية المصنوعة من الفولاذ المصقول المقاوم للصدأ . ويتكون عمل "المنصة، 2018" الذي صممه الفنان التشيلي إيفان نافارو، من ثلاث منصات دائرية الشكل بارتفاعات متفاوتة ، وتعكس المرآة أحادية الاتجاه الموجودة داخل كل واحدة منها أضواء النيون المتموضعة في نمط رئيسي داخلها، وعندما ينتقل الزوار من قاعدة إلى أخرى، يمكنهم استكشاف استخدامات المواد في أجسامهم، ومن ثم الانتقال من التجربة المرئية إلى التفاعل الديناميكي . وزينت لوحة الفنانة السعودية منال الضويان أحد جدران معرض نور على نور، التي استخدمت فيها بيتًا من قصيدة شعرية للشاعر السعودي الراحل غازي القصيبي، وتستخلص منها هذا البيت "يسوقنا الحنين إلى البحر، لكن الرغبة تبقينا بعيدًا عن الشاطئ، 2010م"، لتتناول حالة "الوسط" التي ستقدمها بضوء النيون، من خلال صورة فوتوغرافية لموقعين مختلفين من نفس الجسر. ويعرض الفنان البريطاني ليو فيلاريال عمله "كورونا 2018م" الذي اعتمد من خلاله على القوة الكامنة في التجريد، ويوظف التسلسل الحاسوبي متعدد الطبقات في أنماط مختلفة في عمله للإشارة إلى الأنظمة العضوية والكواكب. ويستخدم فيلاريال في أعماله مصابيح من نوع "ليد" لإبداع أعمال فنية معقدة وإيقاعية، وتكون على مستويات تتراوح بين المنحوتات المستقلة إلى مشاريع البنية التحتية العامة, وأشهر أعماله هي إضاءة الواجهات والجسور بأكملها حول العالم، الأمر الذي يعكس بيئتها وتاريخها من خلال السرعة والنمط واللون. فيما يعرض الفنان السعودي راشد الشعشعي عمله في الفن التكنولوجي "البحث عن الظلام، 2021م" حصرياً في احتفال نور الرياض، وهو عبارة مصادر ضوئية تتحرك باستمرار بطريقة لولبية وبسرعات متقلبة، ويرى الفنان من خلاله حاجة الانسان إلى النور في عمله. وأتاح معرض نور على نور الفرصة لاستديو تيم لاب الياباني للمشاركة بإبداعاتهم من خلال عمل "الزهور والناس-عام كامل في الساعة، 2020م" ، حيث جاء العمل على شكل برنامج حاسوب يحول العمل الفني باستمرار في الزمن الحقيقي ليراكم الصور الزهرية التي لا تكرر نفسها أبدا؛ وهذه الصور الزهرية المرتبطة بدورة الحياة القائمة على النمو والذبول، والتي تظهر خصوصاً عندما يلجأ زائر المعرض إلى تغيير مكانه من الشاشات التي تقترب منه أو تبتعد عنه، لتطلق البراعم أو يلفها الذبول من تلقاء ذاتها . ويختتم جناح تجربة الضوء بإبداع للفنان السعودي ناصر السالم والذي حمل عنوان "الله حي لا يموت، 2012م" ويتكون من كلمة "الله"، مستعينا بتقنية النيون بين مرآة عادية ومرآة أحادية الاتجاه، وذلك لعكس تأثير المرآة اللانهائية بتقنية بصرية فنية يحمل في طياته رحلة اسكتشافية للانهاية، ويعكس عمله الوجود اللامتناهي للخالق، ويعبر من خلاله عن الوجود الكلي والقدرة المطلقة للخالق . وتتمحور أعمال الفنان السالم حول الكلمة العربية المكتوبة، ويتخطى عمله حدود الفن الإسلامي التقليدي عن طريق استخدام أشكال ووسائط متعددة لتوسيع إمكاناته الفنية .