أكدت جامعة الدول العربية أهمية التزام الدول العربية بتنفيذ الإستراتيجية العربية للابتكار والبحث العلمي التي أطلقتها عام 2014، والتي تبنتها القمة العربية في مدينة سرت الليبية عام 2010 وذلك بزيادة الإنفاق على الابتكار والبحث العلمي للوصول إلى حلول للتحديات التي تواجه الدول العربية وفى مقدمتها جائحة فيروس كورونا المستجد. وأوضحت مدير إدارة الملكية الفكرية في جامعة الدول العربية الدكتورة مها بخيت في تصريحات صحفية لها اليوم، أن الدول العربية تحتاج فى ظل هذه الظروف والجائحة الخاصة بفيروس كورونا إلى ضرورة الاستفادة من المرونة المسموحة في الاتفاقيات الدولية الخاصة بقضايا الملكية الفكرية وما يتعلق باستعمال الترخيص الإجباري في تلك الاتفاقيات والتي تجبر الشركات صاحبة حقوق الملكية الفكرية للاجهزة والمستلزمات الطبية التى تحتاجها الدول لمواجهة هذا الفيروس، خاصة أجهزة التنفس الصناعي، من أجل إتاحة هذه الأجهزة بأسعار معقولة والسماح للدول والشركات بتصنيع تلك الأجهزة والأدوية واللقاح الخاص بالفيروس المستجد. وقالت: إنه من مبشرات جائحة كورونا على قضايا الملكية الفكرية هي قيام بعض الشركات التي تملك حقوق الملكية الفكرية لأجهزة التنفس الصناعي بادرت بالفعل من تلقاء نفسها وتنازلت عن حقوق الملكية الفكرية وسمحت للشركات الأخرى في العالم بإنتاج أجهزة التنفس الصناعي حيث أظهرت أزمة كورونا ضعف الإمكانيات الصحية في الدول مهما كانت متقدمة أو كان لديها القدرة على ذلك، نظرًا لأن كل الأنظمة الصحية والمستشفيات في العالم تصبح فجأة أمام وباء عالمي وضغط الأعداد الهائلة من المرضى الذين هم فى حاجة للعلاج من الفيروس خلال تلك الجائحة. ورأت "بخيت" أن الشركات العالمية تنازلت طواعية عن حقوق الملكية الفكرية، وهي "مبادرة محمودة" ، مؤكدة أن موضوع الملكية الفكرية لن يقف عائقا أمام مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه العالم خاصة جائحة "كوفيد-19" وهذه إحدى مبشرات تلك الجائحة حيث أصبح هناك وعي دولي لدى الحكومات والشركات للبحث عن حلول وعدم وجود أي تعنت من أصحاب الابتكار للأدوية واللقاحات والأجهزة الطبية والسماح للآخرين بإنتاج هذة الأدوية خاصة لقاح الفيروس المستجد، معربة عن أملها في التوصل إلى لقاح ومصل لهذا الفيروس في أقرب وقت ممكن وأن يتم إتاحته لجميع دول العالم.