أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكتب مكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، أنه بالرغم من فقدان تنظيم "داعش" الإرهابي لآخر معاقله في سوريا، في مارس العام الماضي ومقتل قائده أبوبكر البغدادي في أكتوبر، إلا أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدًا إرهابيًا عابرًا للحدود. ولفت فورونكوف خلال تقديمه اليوم إحاطة لمجلس الأمن عن التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" للسلم والأمن الدوليين وعن وجهود الأممالمتحدة لدعم الدول الأعضاء في مواجهة التهديد، النظر إلى أنه يجب التيقظ والاتحاد في مواجهة هذه الآفة، مبيناً أن التنظيم استمر في سعيه لإحياء نشاطه من جديد واكتساب زخم عالمي من خلال الإنترنت وغيره من الوسائل، حيث يتطلع إلى إعادة تأسيس قدراته على العمليات الدولية المعقدة. وأشار فورونكوف إلى أن الفروع الإقليمية التابعة لتنظيم "داعش" تواصل اتباع استراتيجية "التخندق" في مناطق النزاع، من خلال استغلال المظالم المحلية، لافتاً النظر إلى أنه بسبب أعدادهم الكبيرة، من المتوقع أن يواصل المقاتلون الإرهابيون الأجانب، ممن سافروا إلى العراقوسوريا، تشكيل تهديد حاد، قصير ومتوسط وطويل الأجل، حيث أن تقديرات أعداد هؤلاء المقاتلين تتراوح ما بين 20 إلى27 ألفًا تقريبًا. وحث وكيل الأمين العام لمكتب مكافحة الإرهاب، الدول الأعضاء على تحمل مسؤولياتها الأساسية تجاه رعاياها، فيما يتعلق بالحماية والإعادة إلى الوطن واستراتيجيات المقاضاة والتأهيل وإعادة الإدماج التي تراعي الاعتبارات الجنسانية وتناسب سنهم، بما يتفق مع جميع التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك حقوق الإنسان والقانون الإنساني وقانون اللاجئين. وأثنى وكيل الأمين العام على الدول الأعضاء التي أعادت أو بصدد إعادة رعاياها ممن يشتبه في أن لهم صلات بجماعات إرهابية مدرجة في قائمة الأممالمتحدة من العراقوسوريا. واستمع مجلس الأمن عقب ذلك إلى إحاطة من المديرة التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة ميشيل كونينكس، التي أفادت أن فهم الدوافع وراء التطرف بين المنتسبين إلى "داعش"، بمن فيهم النساء، معقد ومتعدد الأوجه، مشددة على ضرورة تجنب القوالب النمطية والتعميم، والإفراط في التبسيط بشأن تطوير سياسات استجابات مناسبة، خاصة وأن النساء غالبًا ما كن ضحايا وجناة في آن واحد، مشيرة إلى أن معدل عودة النساء المرتبطات بتنظيم "داعش" لا يزال أقل بكثير من معدل الرجال والأطفال.