يُعرف البهاق بأنه مرض جلدي غير مُعد يكون تأثيره بشكل أساسي على الجلد والعينين وداخل الفم والشعر، ويصيب كلا الجنسين وفي أي عمر وتختلف الحالة من شخص لآخر حيث تظهر أعراضه على شكل بقع جلدية غير مصبوغة، ومن الممكن أن تنتشر هذه البقع خلال أسابيع، كما لا يمكن التنبؤ بمعدل فقدان لون الجلد وقد تبقى مستقرة لأشهر أو سنوات. ويحتاج مريض البهاق لعدة أشهر لإعطاء العلاج النتيجة المرجوة وقد يحتاج المريض لتجربة أكثر من علاج أو مزيج من الأساليب العلاجية، كما أنّ العلاج قد ينجح لفترة من الزمن في استعادة اللون ثم لا تلبث أن تظهر بقع جديدة على الجلد فحتى الآن لا يوجد دواء لوقف عملية فقدان الخلايا الميلانينية المسببة للبهاق، إلا أنّ بعض الأدوية التي تستخدم وحدها أو تزامناً مع العلاج الضوئي قد تساعد على استعادة لون البشرة، وقد يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي في حال فشل العلاج بالضوء كما يمكن الجمع بين الجراحة والعلاجات الأخرى كترقيع الجلد، وتطعيم البثور. وأوضح أخصائي الجلدية في مستشفى الإمام عبد الرحمن الفيصل الدكتور شريف أحمد ل" واس"، أنه يتم تحديد لون الشعر والجلد في جسم الإنسان عن طريق مادة الميلانين، ويحدث البهاق عندما تموت الخلايا الصبغية التي تنتج الميلانين أو تتوقف عن العمل، وقد يرجع ذلك إلى مشكلة في الجهاز المناعي؛ لكن السبب لا يزال غير واضح ولم يعرف بعد الأسباب التي قامت بالتأثير وإحداث التغيرات والتلوينات الجلدية، غير أن الباحثين اجمعوا على أن الخلل في العناصر الوراثية والمناعية والعصبية كلها تجتمع لإحداث الإصابة بالمرض، وأنه لا توجد طريقة لتحديد ما إذا كان البهاق سوف ينتشر أو يظل محصوراً في مكان واحد. وأشار أن العلامة الرئيسة للبهاق هو فقدان لون البشرة، وعادة يظهر على المناطق المعرضة لأشعة الشمس مثل اليدين والقدمين والذراعين والوجه والشفتين، كما قد تشتمل على فقدان غير مكتمل من لون البشرة وظهور بقع بيضاء اللون، وظهور لون أبيض على فروة الرأس أو الرموش أو الحاجبين أو اللحية، وفقدان اللون في الأنسجة (الأغشية المخاطية) داخل الفم والأنف، كذلك تغيير لون الطبقة الداخلية من مقلة العين (الشبكية)، وتلون الأوعية الدموية تحت الجلد باللون الوردي. وذكر أخصائي الجلدية أن للبهاق عدة أنواع فهنالك البهاق غير القطعي الذي يرتبط بشكل وثيق مع ظروف المناعة الذاتية؛ حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الجسم مسببًا بقعًا بيضاء في جميع أنحاء الجسم، والنوع الثاني البهاق القطعي الذي يقتصر على جانب واحد أو منطقة واحدة في الجسم وعادة ما يبدأ في عمر مبكر، وهنالك البهاق الشامل (المنتشر) ويشمل معظم أعضاء الجسم. وبين أن العلاج يختلف من نوع لآخر فمنها ما يتم علاجه بواسطة الأدوية الموضعية على الجلد للمناطق الصغيرة، وأنواع يؤخذ لها حبوب عن طريق الفم، بينما هنالك بهاق يتطلب العلاج بالضوء لاستعادة فقدان اللون على الجلد ويعد أقل فعالية على اليدين والقدمين لكنه يعمل بشكل أفضل على الوجه، بينما العلاج الضوئي يستخدم لاستعادة لون البشرة، إضافةً إلى أن هناك أنواع من البهاق تتطلب عملية جراحية وتكون فقط للبالغين المصابين بالبهاق شرط أنه لم يتغير (مستقر) لمدة 6 أشهر على الأقل. وأوصى أخصائي الجلدية ،المصابين بحماية البشرة من الشمس وذلك بارتداء الملابس الواقية واستخدام واقي الشمس، كون بقع البهاق معرّضة للإصابة بحروق الشمس بسهولة، كما أنّ الإصابة بحروق الشمس يمكن أن تزيد من بقع البهاق سوءاً، ولابد من تجنب استخدام المستحضرات الخاصة باسمرار الجلد، وعلى المريض الحد من الإجهاد والتوتر والعمل على الاستقرار النفسي، وتجنب التعرض لبعض المواد الكيميائية، وعدم استعمال الكريمات والخلطات غير المرخصة طبيًّا، والابتعاد عن اختبار العلاج اعتمادًا على تجارب الغير ولابد من استشارة الطبيب المختص. وصححت الإدارة العامة للتثقيف الإكلينيكي في وزارة الصحة الكثير من المفاهيم الخاطئة بشأن ما يتداوله البعض عن وجود فيتامينات وأحماض أمينية وإنزيمات لاستعادة لون البشرة، موضحةً أنه لم يتم دراسة معظمها، وليس هناك أي دليل على صحتها كما لم يتضح الآثار الجانبية المحتملة لها، كما نفت ما يشاع أن شرب الحليب بعد تناول السمك قد يسبب البهاق فلا دليل علمي يثبت ذلك ،كذلك ما يتردد عن وجود علاج نهائي لمرض البهاق عن طريق الخلايا الجذعية. //انتهى// 14:16ت م 0089 www.spa.gov.sa/2023894