لمزارع القمح بمنطقة نجران حكايات وإرث زراعي يتكرر بشكل موسمي، حيث تتشكل هذه الأيام مساحات واسعة من حقول القمح الخضراء تتمايل سنابلها لتأذن بموسمٍ وفيرٍ اقترب حصاده حاملاً في تفاصيله الصورة الذهنية لجودة "البُر" النجراني وشهرته. وفي جولة لواس على مزارع القمح "البُر" في عدد من قرى نجران، أبان المزارع حمد آل سالم إلى أن بداية فصل الشتاء في المنطقة هو موسم زراعة بذور البُر الذي يتم حصاده بعد ما يقارب الثلاثة أشهر من زراعته، مستذكراً روح التعاون والعمل الجماعي للأهالي قديماً خلال فترة الحصاد وأصواتهم تعلو بالأهازيج في فضاء المكان . وبين هادي اليامي أن صنف "السمراء " كما يسمى محليا من أجود أنواع البر النجراني ويكثر الطلب عليه من داخل المنطقة وخارجها ، مشيراً إلى أن متوسط سعر" المُد " - ما يعادل ثلاثة كيلو جرامات - يبلغ 20 ريالاً فيما يبلغ متوسط الأنواع الأخرى من " الصما والزراعي " عشرة ريالات للمُد الواحد. من جانبه قال خالد علي الغانم من سكان المنطقة الشرقية ويقضي حالياً مع أسرته إجازة منتصف العام الدراسي في نجران : " إنه يحرص على شراء كميات من البر النجراني نظراً لجودته العالية ومذاقه الطيب ودخوله في مكونات أغلب الأطباق الشتوية، إلى جانب شراء بعض المنتجات التقليدية والتراثية التي تشتهر بها المنطقة ".