تصدرت كتب قصص الأطفال والتعليم المبكر المشهد الثقافي في معرض جدة الدولي للكتاب، رغم تواجد وسائل التقنية الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي مما عزز مكانة القراءة والاطلاع وفق الأهداف التي ينشدها المعرض المراعية لعناصر التجديد والتنوع في الإثراء المعرفي ونشر الوعي والمعرفة وتثقيف المجتمع بالكتاب . ويُعد الاهتمام بصناعة الثقافة وتنمية روح الانتماء إلى الكتاب والاهتمام بحركة التأليف والنشر بشكل عام, نهج دأبت عليه القيادة الرشيدة ، لتجسيد الدور التكاملي بين مختلف الجهات العاملة في المعرض وتكثيف الجهود والتفاني في العمل لإظهار الحدث بالصورة التي تخدم هذه التوجهات لاستشعار المخزون الثقافي والإرث الحضاري وتعزيز البيئة الثقافية بالمملكة . وأكدت إدارة المعرض الدور الذي نهض به صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمعرض جدة الدولي للكتاب في تحويل فكرة إنشاء معرض للكتاب بجدة قبل 5 سنوات إلى واقع ملموس، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة ، وجعل هذا الحدث الثقافي السنوي يبرهن على نجاح المملكة وتمكنها من استضافة المعارض العالمية واحتضان الفعاليات الكبرى وتقديم الثقافة بأجمل صورها وأشكالها . وبينت أن المعرض الذي يشهد نسخته الخامسة هذا العام ويتربع على مساحة إجمالية تبلغ 30.000 متر يستقطب 400 دار نشر من 40 دولة حول العالم ، كما تُعد نسخة المعرض الحالية الأميز والأكبر عن النسخ السابقة للمعرض باستقطاب 350 ألف عنوان في شتى أوعية المعرفة لتلبية أذواق مختلف شرائح المجتمع وربطهم بالثقافة والقراءة وتنمية الحس الثقافي والاطلاع على المخزون الثقافي السعودي والعربي والعالمي، فيما يفسح المعرض المجال لصعود أكثر من 200 مؤلف ومؤلفة لمنصات توقيع الكتب بالمعرض . وأشارت إلى أن معرض جدة الدولي للكتاب الذي قطع نصف عقدٍ من الزمان رسخ مكانته المحلية والعربية والعالمية ، مما يؤهله للاستمرارية بعد أن نجح في مراعاة التجديد والتنوع في الإثراء المعرفي والرقي بمستوى المنتج الثقافي كواحد من أكبر المعارض المتخصصة في الوطن العربي، في إثراء للحركة الفكرية والمعرفية والاهتمام بالأدب والمثقفين وجميع شرائح المجتمع وربطهم بثقافة الكتاب، ناهيك عن تكريمه في كل نسخة للشخصيات الثقافية ممن خدموا في مجالي الإعلام والثقافة في المملكة . واستعرضت ما ظهر عليه المعرض, لافتة الانتباه إلى أن هذا الحدث الثقافي يطرز ثوب محافظة جدة ، ثقافياً وأدبياً وفكرياً، كما أمتع المواطنين والمقيمين والزوار ممن تنقلوا بين جنباته وتجولوا خلال أجنحته الثرية بمعروضاتها من الكتب في مختلف التخصصات والميادين المعرفية، والتي تلائم مختلف الأعمار وتلبي التوجهات والميول لدى زوار المعرض الذين يتوافدون إليه على مدى الفعاليات التي تستمر ل 10 أيام . وأشادت إدارة المعرض بالشراكة الفاعلة والتعاون المثمر بين محافظة جدة ووزارة الثقافة، ووزارة الإعلام في إدارة المعرض، وجعله بيئة ثقافية تجمع بين المتابعة والاطلاع، واستغلال الوقت فيما يعود بالنفع والفائدة, مشيرة إلى ما أثرى فعاليات المعرض من برنامج ثقافي يضم أمسيات شعرية وثقافية وتوعوية، وورش عمل في الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي وندوات ومحاضرات ومسرحيات تلامس اهتمامات الطفل وأخرى لرفع الحس التوعوي لدى المجتمع .