حرصت المؤسسات المعنية في المملكة على تحسين حياة الأفراد من ذوي الإعاقة ودعم أسرهم ،وعززت رؤية المملكة 2030 من حقوقهم ، وتجلت صورة الرعاية الوطنية بإنشاء هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، لتسهم وفق أهدافها في توفير تعليم يضمن استقلاليتهم واندماجهم بوصفهم عناصر فعالة في المجتمع، وامدادهم بكل الأدوات والتسهيلات التي تساعدهم على تحقيق النجاح وصولاً إلى تمكينهم من الحصول على فرص عمل مناسبة . وتعمل الجهات المختصة على تقديم الخدمات لذوي الإعاقة في جميع المجالات للإسهام في تنمية قدراتهم، واندماجهم بشكل طبيعي في مختلف نواحي الحياة العامة، فضلاً عن تشجع المؤسسات والأفراد على المشاركة في الأعمال الخيرية في مجال الإعاقة، ففي المجال الصحي أبرز ما يتم تقديمه هو الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية لذوي الإعاقة وذويهم، بينما في المجال التعليمي فتقدم الخدمات التعليمية والتدريبية والتأهيلية بما يتفق ونوع الإعاقة ودرجتها ومتطلبات سوق العمل، من خلال توفير مراكز التأهيل المهني والاجتماعي، وتأمين الوسائل التدريبية الملائمة . ويضاف إلى ذلك جهود وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي أطلقت برنامج "توافق" الهادف إلى توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة من المواطنين، وتوفير بيئة العمل المناسبة لهم، وتشجيع المنشآت على تشغيلهم من خلال منح تلك المنشآت ميزات، وعلى الصعيد الرياضي فقد تم تمكين ذوي الإعاقة من المشاركة في الفعاليات المحلية والدولية بما يتناسب مع قدراتهم، إضافةً إلى الكثير من الخدمات التكميلية التي يتم تقديمها لهم كتهيئة وسائل المواصلات، وتقديم الرعاية النهارية والعناية المنزلية. ويحتفي العالم سنوياً باليوم العالمي لذوي الإعاقة في الثالث من ديسمبر، ويأتي شعار هذا العام "المستقبل يمكن الوصول إليه"، بهدف فهم قضايا ذوي الإعاقة من أجل ضمان حقوقهم، والسعي لدمجهم في مختلف جوانب الحياة اجتماعيا واقتصاديا، وثقافيا ، وتفعيل مشاركتهم المجتمعية ، عبر توفير فرص التعليم والتدريب لهم، وإزالة العقبات والحواجز التي تحول دون إمكاناتهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم وتمكينهم من العيش بمستقبل أفضل. وفي المقام الأول يهدف اليوم العالمي إلى تسليط الضوء على أهمية تدريب الطواقم الصحية؛ لضمان تمكين ذوي الإعاقة من الحصول على الرعاية التي يحتاجها، إضافةً إلى إحالة الأطفال ذوي الإعاقة إلى الخدمات الطبية والتأهيلية المتخصصة للحد من الوفيات، ودعمهم للحصول على الفرص التعليمية من خلال تقديم توصيات لجعل البيئات المدرسية ملائمة لهم، وتقديم الدعم النفسي، والاجتماعي لهم ولأسرهم. وبينت المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لصعوبات التعلم فردوس أبو القاسم في حديثها ل "واس"، أن شعار اليوم العالمي لذوي الإعاقة "المستقبل يمكن الوصول إليه" تتبناه الجمعية في مرحلة التطوير الجديدة الهادفة إلى تحقيق النجاحات وتعميق الفهم المجتمعي حول مجال صعوبات التعلم ،مشيرة إلى أن الجهود الوطنية التي تقدم لذوي الإعاقة تشهد تقدما ملحوظا في مختلف المجالات، لا سيما أن ذوي الإعاقة شخصيات فاعلة متمكنة تستطيع الوصول للمستقبل متى ما أتيحت لها الفرصة المناسبة والدعم اللازم من قبل مؤسسات وأفراد المجتمع. وشددت أبو القاسم ، على الدور المناطق بأفراد المجتمع ومؤسساته والقطاع الخاص نحو تفعيل أدوارهم اجتماعياً وتنموياً، في إطار المسؤولية المجتمعية التي تستوجب الإسهام كل بقدر استطاعته وإمكاناته في معالجة القضايا الاجتماعية، لا سيما ما يمس فئة ذوي الإعاقة والعناية بهم واستحداث المبادرات وترسيخ قيم التقدير والاحترام تجاههم ونشر ثقافة التعاون والمساعدة لهم.
