يُطلق مصطلح الطفل الخديج على الأطفال الذين يولدون قبل إتمام الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل ( قبل ثلاثة أسابيع من تاريخ الولادة )، ويكونون بوزن أقل من الوزن الطبيعي، حيث تتراوح أوزانهم في معظم الأحيان ما بين 1.5 إلى 2.5 كغ، وقد يصاحب الطفل المولود ولادة مبكرة مشكلات طبية، تتطلب رعاية خاصة والبقاء في العناية المركزة لحديثي الولادة نتيجة عدم نضج أعضاء الجسم لديهم، وتزداد خطورة المشاكل والمضاعفات كلما كانت الولادة أبكر والوزن أصغر. حيث يصنف الطفل الخديج حسب موعد الولادة وفقاً لما يلي: الطفل الذي يولد قبل 25 أسبوع حمل وأقل يسمى خداج شديد، وقبل 32 أسبوعاً يسمى خداج مبكر، ومن 32 إلى 34 أسبوعاً يسمى خداج معتدل، بينما من 34 إلى 36 أسبوعاً يسمى خداج متأخر، ويتم وضع الخدج وفق حالاتهم الطبية في حاضنات خاصة لمدة زمنية معينة تتلائم مع وضعهم الصحي وعمرهم، وذلك كي تنمو أعضائهم وتقوى أجسامهم، بحيث لا يتعرضون لمشكلات صحية طويلة المدى تؤثر في الدماغ أو الرئتين أو السمع أو الرؤية أو أي مضاعفات تؤثر عليهم بقية حياتهم مثل نقص الأكسجين، كما أنهم يواجهون صعوبة في الحفاظ على درجة حرارة أجسادهم، و صعوبة في الرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى أنهم يحتاجون للمزيد من ساعات النوم. وخصصت منظمة الصحة العالمية يوم 17 نوفمبر من كل عام ليكون يومًا عالميًّا للطفل الخديج، حيث يولد 15 مليون طفل قبل الأوان كل عام، أي طفل واحد من بين كل 10 أطفال يولد قبل أوانه في جميع أنحاء العالم، ويهدف اليوم العالمي إلى توعية الأم بأهمية متابعة الحمل لتجنب الولادة المبكرة وما يصاحبها من مشكلات، وزيادة الوعي بكيفية العناية بالأطفال الخدج. وأوضح رئيس قسم عناية الخدج في مستشفى الإمام عبد الرحمن الفيصل الدكتور مناف محمد عسكر، أنه بالرغم من كون معظم الأطفال الذين يولدون بموعد سابق لأوانه يولدون ناضجين ومستعدين للذهاب مع أمهاتهم للمنزل، إلا أن هناك خدج يحتاجون للرعاية الطبية في قسم العناية المركزة لحديثي الولادة من أسابيع إلى أشهر، وذلك في حال كان الطفل لديه الرئة غير مكتملة، أو يعاني صعوبة بالتنفس، حيث قد يحتاج لتوصيله بجهاز التنفس الصناعي ولتغذية وريدية كاملة ولجهاز الحضانة الذي يأخذ مكان الأم في تدفئته وعزله عن الهواء الخارجي وغالبًا، يبقى في العناية لحين وصوله 34 أسبوع حمل. وأشار إلى أنَّ هنالك عدة عوامل خطر معروفة قد تسبب الولادة المبكرة، منها الوضع الصحي للأم في حال كانت تعاني من أمراض مزمنة كالضغط والسكري، أو وجود مشاكل لديها في الرحم أو عنق الرحم أو المشيمة أو التهابات بالأغشية المحيطة بالجنين، كذلك تعرضها لولادة مبكرة من قبل، أو التعرض للإجهاض التلقائي أو الإجهاض المتعمد عدة مرات، إضافًة إلى أنَّ الحمل بتوائم قد يزيد من فرص الإنجاب مبكراً. وأفاد رئيس قسم عناية الخدج في مستشفى الإمام عبد الرحمن الفيصل أن الأطفال الخدج يتطلبون عناية فائقة كي لا يتعرضوا لمشاكل صحية على المدى القصير والطويل، سواء في التنفس، أو مشاكل في القلب، والجهاز الهضمي، وقد يتعرض الطفل الخديج إلى صفار المواليد (اليرقان) وفقر الدم والالتهابات، إضافةً إلى مشاكل في النمو والحركة، ومشاكل في الرؤية أو السمع.