أنجز مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أول مؤشر للتسامح من نوعه في المنطقة، يمكن من خلاله التعرف على واقع التسامح في المجتمع. جاء ذلك خلال مشاركة المركز اليوم في أعمال القمة العالمية للتسامح في دورتها الثانية، والتي ينظّمها المعهد الدولي للتسامح بالإمارات العربية المتحدة، حيث أوضح الأمين العام للمركز الدكتور عبد الله الفوزان خلال فعالية "مبادرات من المملكة العربية السعودية"، والتي خُصصت لمناقشة تجربة المملكة ومؤسساتها الوطنية في مجالات التسامح، بمشاركة ممثلي عدد من الجهات الوطنية السعودية منها مركز المبادرات في مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (مسك الخيرية) ممثلاً في مبادرة مسك القيم، ومشروع سلام للتواصل الحضاري، أن المركز وبوصفه إحدى مؤسسات المجتمع الوطنية المعنية بترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام، أصبحت لديه تجربة ثرية في مجال نشر وترسيخ قيم الحوار والتسامح عبر إجراء البحوث العلمية والدراسات الميدانية لبناء المؤشرات المجتمعية. وقال "إن مشروع مؤشر التسامح الذي أعدته إدارة الدراسات والبحوث جاء اعتمادا على البحوث العلمية والدراسات الميدانية التي أجراها المركز، وهو يهدف إلى الوقوف على مستوى التسامح وتعزيز ونشر قيمه بين مواطنيها"، مؤكدًا أن المشروع يعكس بوضوح الاهتمام الذي توليه المملكة للقضايا التي تمس التسامح والإخاء والتعايش واحترام وتقدير التنوع وقبول الآخر، وهو نهج تأسست عليه منذ توحيدها على يد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- . واستعرض الفوزان، تجربة المملكة في التعايش الداخلي والجهود التي تبذلها عبر رؤية 2030 في مجال دعم الحوار وترسيخ قيم التسامح والسلام، مما جعلها أنموذجاً عالمياً في هذا المجال . وأشار إلى أهمية مؤشر التسامح في التعرف على واقع التسامح بين كافة أطياف المجتمع السعودي، ومدى احترامهم وقبولهم للمختلفين معهم دينيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا، والاعتراف بحقهم في التعبير عن آرائهم وتفهم مواقفهم، بما يحقق الانسجام والوئام والتلاحم بينهم، مبيناً أنه تمت الاستعانة في بنائه بأفضل الأسس والمعايير والمناهج العملية، فضلا عن الاطلاع على أفضل الممارسات والتجارب العالمية، بما يسهم في تعزيز قيم التسامح والحوار والوسطية والاعتدال والتنوع وقبول الآخر . يذكر أن القمة العالمية للتسامح التي انطلقت فعالياتها بدبي تحت شعار "التسامح في ظل الثقافات المتعددة: تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وصولًا إلى عالم متسامح" تعد أول حدث عالمي من نوعه يعالج قضايا التسامح والسلام والمساواة بين الناس في جميع مناحي الحياة، بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر السياسية والخلفيات الثقافية والدينية . وتهدف القمة إلى تعزيز قيم التسامح والتواصل الحضاري وقبول الآخر، فيما تسعى لأن تكون فضاء مفتوحا ومنصة حوارية تستهدف تعزيز القيم الإنسانية ونشر مبادئ التسامح والتقارب وقبول الآخر دون تمييز وإرسال رسالة محبة وسلام إلى شتى أنحاء العالم، والتأكيد على الدور الذي تلعبه في مجال تعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان، وتعزيز لغة الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات، والتي تأتي متسقة مع دعم مبادئ الاحترام المتبادل وتحقيق الأمن والسلام للبشرية .