اختتم معرض الشارقة الدولي للكتاب اليوم دورته ال38 التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، خلال الفترة من 30 أكتوبر وحتى 9 من نوفمبر، تحت شعار " افتح كتاباً تفتح أذهاناً"،مستقبلاً أكثر من مليونين زائر على امتداد 11 يوماً من الفعاليات والأنشطة. وشهدت أيام المعرض التي شارك فيها أعلام أدبية من حملة "نوبل" للأدب، والبوكر العالمية، ومخرجون سينمائيون حصدوا جائزة الأوسكار، وأكثر من 2000 دار نشر من 81 دولة عربية وأجنبية، إبرام هيئة الشارقة للكتاب لاتفاقية شراكة جديدة مع شركة "بيغ باد وولف"، الجهة المنظمة لأكبر سوق تخفيضات لبيع الكتب في العالم، بهدف افتتاح الفرع الإقليمي من "بيغ باد وولف - الشارقة" في "المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، لتعزز حركة تداول مليار كتاب من إصدار دول منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية خلال الأعوام الخمسة المقبلة، بالإضافة إلى توسيع نطاق الوصول بالكتاب لمختلف فئات المجتمع في دول العالم العربي والشرق الأوسط وأفريقيا بأسعار تفضيلية. وشارك في فعاليات المعرض نحو 173 كاتباً وروائياً من 68 دولة عربية وأجنبية، قدّموا أكثر من 987 فعالية متنوعة توزّعت على الفعاليات الثقافية، وفعاليات الطفل، وفعاليات الطهي التي احتضنها ركن الطهي، كما قدّم الحدث باقة متنوعة من الأعمال المسرحية، وفعاليات رسومات القصص المصورة، وفعاليات محطة التواصل الاجتماعي. وشهد المعرض هذا العام تنوعاً مثالياً في الفعاليات التي قدّمها لضيوفه، حيث نظّم على صعيد الفعاليات الثقافية 350 فعالية قدّمها 90 ضيفاً من 28 دولة، كما استمتع الزوّار الصغار بمجموعة واسعة من الفعاليات وصلت إلى 409 فعاليات ضمن برنامج الطفل، شارك فيها 28 ضيفاً من 13 دولة، كما خصص ركن الطهي 48 فعالية قدمها 15 طاهياً من 9 دول، إلى جانب فعاليات رسومات القصص المصورة (الكوميكس) التي نظمت 66 فعالية قدمها 5 ضيوف من 4 بلدان. وتوّج المعرض هذا العام جمهورية المكسيك ضيف شرف، واختار الناقدة الأدبية اللبنانية الدكتورة يمنى العيد (حكمت الصباغ)، شخصية العام الثقافية، فيما قدّم لجمهوره أبرز الشخصيات الإعلامية والأدبية العالمية، منهم الإعلامي الأمريكي ستيف هارفي، والروائي التركي الحاصل على جائزة نوبل للآداب أورهان باموك، كما استعرض تجربة المخرج الحاصل على جائزة الأوسكار العالمية، على موسيقى فيلمه الشهير "slumdog millionaire" الهندي، سامبوران كارالا – غولزار، كما استضاف الروائية الحاصل على جائزة الرواية العالمية "البوكر" جوخة الحارثي، والشاعر الهندي فيكرام سيث. وحقق معرض الشارقة للكتاب رقما قياسيا لأكبر حفل توقيع للكتاب في العالم، محققاً رقماً قياسياً جديداً ودخوله في كتاب " جينيس " للأرقام القياسية حيث شارك فيه 1502 كاتب في حفل توقيع جماعي واحد، لمؤلفات بمختلف لغات العالم، متجاوزاً الرقم العالمي السابق الذي سُجِل في تركيا بمشاركة 1423 كاتباً في الوقت نفسه. كما وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بتخصيص 4.5 مليون درهم لاقتناء أحدث إصدارات دور النشر المشاركة في الدورة 38 من المعرض حرصا على دعم شتى أصناف الثقافة والإبداع، واستمراراً لنهج سموه الدائم في دعم صناعة الكتاب ودور النشر، وبهدف تزويد مكتبات الشارقة العامة والحكومية بأحدث الإصدارات الفكرية والأدبية والعلمية العربية منها والعالمية. وأوضح رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري أن معرض الشارقة للكتاب اشترك في صياغته أدباء ومؤلفون ومبدعون عرب وأجانب، شخصيات استطاعت من خلال مسيرة الإبداع الطويلة أن تؤكد حضورها في تاريخ هذا الحدث الذي نمضي من خلاله في ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ببناء الإنسان على المعرفة، كون سموه آمن ومنذ تأسيس مشروع الشارقة الثقافي الكبير بأن الثقافة والفنون والكتاب هي الجسر الأهم لبناء العلاقات مع مختلف الشعوب والحضارات، واللغة الاستثنائية التي يفهمها الجميع". وأضاف أن مشروع الشارقة الثقافي الذي انطلق قبل ما يزيد على أربعة عقود، توّج الإمارة بلقب العاصمة العالمية للكتاب 2019، وبات اليوم راية الإمارة التي تزهو في شتى المحافل العربية والعالمية، وأساس التواصل الفكري الذي نتحاور به مع شتى الثقافات واللغات حول العالم، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يحتل اليوم مكانة مرموقة كواحد من بين أهم ثلاثة معارض للكتاب في العالم، هو حدث ترافق مع بداية هذه النهضة، وهو واحد من أوجه التعبير عن مشروع الإمارة الحضاري، الذي نعتزّ بأن نكون جزءاً منه، ونحرص على الدوام بأن نحتفي خلاله بالكلمة المكتوبة". وقال العامري " ونحن نحتفي بعام اللقب الثقافي الأرفع على مستوى العالم، احتفينا بالمكسيك، وحضر إلينا الكثير من مبدعيها، وأدبائها، من مختلف الحقول، وتخاطبنا مع حضارات المايا والأزتيك، ذهبنا في رحلة نحو فنون عمرها يزيد عن 3 آلاف عام، وتعرّفنا على حماتها وحفَظتها، كلّ تلك المشاهد الإنسانية الأصيلة اجتمعت هذا العام على أرض الشارقة، وجالت مع زوّاره نحو بلاد تزخر بإرث ضخم من المعارف والفنون، كلّ هذا يدلّ على رسالة المعرض الأساسية وهي مدّ جسور التواصل الحضاري بين جميع الثقافات، لتستطيع الأجيال الجديدة بناء مستقبلها على قاعدة متكاملة من جهود المثقفين والمبدعين حول العالم، وتضيف لثقافتها الكثير من الخبرات والتجارب".