نظمت لجنة الاتصالات بغرفة الشرقية أمس، ورشة عمل بعنوان "البريد السعودي ورحلة التحول الشامل"، استضافت خلالها نائب رئيس المؤسسة للمبيعات الحكومية والتجارية المهندس ريان بن أنس زامل الشريف، الذي تحدث عن أبرز إنجازات البريد وأهم الخدمات والمبادرات التي تُقدمها تماشياً مع رؤية المملكة 2030، وخطط المؤسسة ومشاريعها المستقبلية، وذلك بمقر الغرفة الرئيسي بالدمام. وأوضح المهندس الشريف أن المؤسسة تخطو خطوات حثيثة نحو الخصخصة، معتمدة على رؤية واضحة، وتوجهات سليمة، مستفيدة من كافة التطورات التي تشهدها السوق المحلية خصوصاً على صعيد التجارة الإلكترونية، اعتماداً عن قاعدتها الصلبة المتمثلة في ضخامة القوة البشرية، واتساع دائرة المشتركين، فضلا عن توجهات رؤية المملكة 2030، مشيراً إلى أن المؤسسة تعيش مرحلة تحول ذات أبعاد مختلفة، نظراً للزيادة المضطردة التي تشهدها السوق الإلكترونية في المملكة التي يتوقع أن تصل إلى 50 مليار ريال عام 2023 حسب مقتضيات رؤية المملكة 2030 التي وضعت ضمن أهدافها جعل المملكة منطقة دعم لوجيستي في العالم. وأشار نائب رئيس المؤسسة للمبيعات الحكومية والتجارية إلى أن أبرز معالم هذا التحول هو الارتقاء بالخدمات، للوصول إلى رضا العملاء، والتحول من مؤسسة حكومية إلى مؤسسة تعتمد على إمكاناتها وإيراداتها الذاتية، وأن تضاعف إيراداتها بنسبة 400% خلال الخمس السنوات المقبلة، منوهاً بتكامل جميع الجهات الحكومية والخاصة للارتقاء بخدماتها، ودعم جودة الحياة للمواطن والمقيم على أرض المملكة، وتطوير قدراتها البشرية التي تبلغ 11 ألف موظف وعامل، للعمل على تغطية المملكة من أقصاها إلى اقصاها، مؤكداً أن المؤسسة تسعى بأن تكون مجموعة وطنية رائدة من خلال رؤية وضعتها لتقديم الخدمات اللوجيستية والبريدية لعملائها وكحلقة وصل بين المملكة والعالم، بجودة عالية. وأكد المهندس الشريف، أن المؤسسة تسعى للحصول على حصة سوقية مناسبة لحجم تطلعاتها من خلال دراسة دقيقة لحجم السوق واتجاهاته، حيث أن الأسواق التي تستهدفها المؤسسة تشهد نموا بنسب متعددة وبقيم سوقية تقدر بمليارات الريالات، أبرزها خدمات الشحن والطرود والبريد السريع التي بلغ حجمها في العام الماضي بحوالي 2,2 مليار ريال تقريباً، ويتوقع أن يصل إلى 2,9 مليار ريال في العام 2023 بنسبة نمو تصل إلى 6%، وسوق الخدمات اللوجيستية للتجارة الإلكترونية التي كان حجمها حوالي ملياري ريال، ويتوقع أن يصل إلى 5,6 مليار ريال، بنسبة نمو 22%، والخدمات اللوجيستية الأخرى التي يتوقع دخولها السوق في المدى القصير وهي قطاع واعد يتوقع أن يشهد نمواً بنسبة 5% أي من 12,5 مليار ريال تقريبا في العام الماضي، ليتجاوز حدود 19 مليار ريال في العام 2023، وبالنسبة لقطاع الخدمات المالية والأنشطة الموازية توقع أن تشهد نموا نسبته 4% في العام 2023 ليصل إلى 7,4 مليار ريال، بعد أن كان في العام الماضي عند حدود 6 مليارات ريال، عاداً هذه القطاعات حديثة في نشاط البريد، تعكس حالة التحول الذي يشهده، نظراً للتراجع الكبير في نشاط الرسائل الذي لم يتجاوز 26 مليون ريال في العام الماضي، ونشاط البريد الرسمي الذي يتوقع أن يصل 108 ملايين ريال عام 2023 مقابل 75 مليون في العام الماضي. من جانبه، نوه عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية رئيس لجنة الاتصالات والتقنية ناصر بن راشد آل بجاش، بما حققته مؤسسة البريد السعودي من تطور لافت على مستوى الجودة وتسريع الخدمات، واستحداثها لعدد من الخدمات غير التقليدية، التي دعمت تطور البيئة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، مستشهدا بإنجازها لمشروع العنوان الوطني، الذي طورته المؤسسة ليصبح من أهم البُنى التحتية المتميزة التي تدعم تقدم الخدمات البريدية في المملكة، عاداً ما شهده البريد السعودي خلال السنوات الأخيرة، بمثابة تحول شامل في تقديم خدمات بريدية تُحاكي أفضل النُظم العالمية، ويعد مرفقًا بريديًا داعمًا للاقتصاد الوطني والأعمال الحكومية والتجارة الإلكترونية والنقل اللوجستي.