تحلو أيام عيد الأضحى المبارك على شواطئ تبوك الدافئة وعيون المياه في الأودية الساحلية وحول مياه الغدران في حرة العويرض التي تكونت بعد سقوط الامطار خلال الايام الماضية لترتسم لوحة جميلة من اللوحات الطبيعية الخلابة التي تزهو بها ربوع تبوك التي تتميز بتضاريس ومناخ يختلف من موقع إلى آخر، فهناك الشواطئ الدافئة التي اصبحت لا تبعد عن مدينة تبوك اكثر من 130 كم عبر طريق شرما الجديد الذي يمد من خلال عقبة أروى ومن خلال كثبان وجبال حسم التي فيها عناق مميز بين الصخور الصلدة والكثبان الرملية الذهبية، كما يحلو التنزه للمواطنين في الاودية ذات العيون الجارية والجداول المائية التي تخلل اشجار البردى والحلفاء لتجعل من يقضي اجازته في هذه الطبيعة الخلابة التي ستبقى لها ذكرى لدى جموع المتنزهين. كما أن هطول الامطار مؤخراً على الاماكن الواقعة جنوب مدينة تبوك زاد جمال هذه الطبيعة الخلابة حيث انتشرت القدران لتعكس زرقة السماء وتداعب النسيم المحمل بقطرات المياه وروائح الاشجار الزكية وذلك في سفوح جبال (البديعة) وجبال (تروشيبان) وقرى (العنبة) و(نباته) و(البيضاء) و(الاخضر) و(الضلفة) واشواق وهذه الاماكن شهدت مؤخراً هطولاً للأمطار سال على اثرها عدد من الاودية والشعاب. ومع بداية ايام العيد السعيد يتحول صمت البادية الى مظهر من مظاهر الفرح السعيد بحيث يجول عدد من الهجانة ربوع البادية وهم يرددون ألوان الهجيني على ظهور الابل المزينة بأنواع من (الدل) كما يقولون وعادة ما يوضع على الابل (الخرج) المصنوع من الصوف المصبوغ بالحمرة والدويرع المصنوع من الجلد الطبيعي والمبركة المصنوعة ايضاً من الجلد والفرضة والرسن المصنوعين من الصوف كما يلبس الهجانة ازهى الملابس. وعندما يمرون بمضارب البادية تنطلق الزغاريد من قبل النساء وتعلو عبارات الترحيب من الرجال ليجدوا طعام الاعياد قد صنع لهم.. وهكذا تتكرر الصورة في بادية تبوك شرقاً وجنوباً وشمالاً وغرباً، فالمظاهر للعيد مميزة في منطقة تبوك وتتعدى مظاهر العيد في المدن ويبقى مما يميز اعياد تبوك استعراضات الهجيني في البادية واستعراض مراكب الصيد في محافظة املج فهي مظاهر باقية في الماضي المجسد للحب والتلاحم بين ابناء البادية وحرصهم على المعايدة واظهار فرحة العيد وكذلك عادات الصيادين في المدن الساحلية لإظهار فرحة العيد.