عكست احتفالات العيد بمحافظات ومراكز وقرى منطقة تبوك حالة تنوع فريدة في مظاهر العيد بين سكان البادية والحضر، وكل يتميز بلونه الخاص، فبينما يحرص شباب الحضر على الاستعراض بالمركبات وتعديلها وممارسة التطعيس، يقابل ذلك إصرار قوي من كبار السن بالعمل على إبراز معايدة الهجانة التقليدية كمظهر تراثي ينتقل من جيل إلى جيل يسانده لبس الأزياء التقليدية للرجال والنساء والأطفال والاستعراض أمام بيوت الشعر. ويتميز عيد تبوك بحضور الأكلات الشعبية على المائدة، وكذلك العرضات الفولكلورية مثل السامري, الدحية, الربابة وخلافها فيما تجسد مظاهر العيد بتنوعها وتميزها معاني الحب ومظاهر الألفة بين أبناء البادية وتتيح لهم المشاركة معا وبشكل جماعي في الأفراح والأيام الجميلة. ويحرص كبار السن على أن تكون أعيادهم ذات طابع تقليدي يعتمد على موروثهم الشعبي ويستشهدون بحب الأطفال لمظاهر العيد التقليدية وحرصهم على المشاركة فيها، وفي كل نوع برنامجه الخاص لدى أهلها, ففي المناطق البرية يجتمع سكان المناطق البرية ويؤدون صلاة العيد, ثم يتجهون بمركباتهم أو هجنهم لأقرب هجرة ويؤدون صلاة العيد معهم. وبعد انتهاء صلاة العيد يقومون بالاجتماع بمنزل كبيرهم رجالا ونساء وأطفالا ويحتسون القهوة العربية المعمولة على نار الحطب ويتبادلون التهنئة فيما بينهم البين، ومن ثم يقومون بتناول طعام الإفطار، والذي يكون عادة إما منسف (وهو لحم وأرز ويطبخ على لبن الغنم)، وإما الجمرية بالسمن واللبن (وهي عبارة عن خبز يعمل بجمر النار ويخلط بعد إخراجه باللبن والسمن) وإما أن يكون جريش أو السليق, ومن ثم ينصرف كل منهم إلى خيمته، حيث إن لكل بدوي أقرباء يسكنون المدينة يقومون بمعايدته وأسرته بمسكنه بالصحراء. ويقوم بعض سكان البادية بمعايدة بعضهم عبر التنقل بالجمل أو بما يعرف ب»سفينة الصحراء», ويقومون في أيام العيد باللعب على البعير وتزيينها بما يُسمى ب»الدناديش» وإقامة مسابقات وتكون الجوائز في الغالب على « شعير, تبانيات». أما في المناطق المدنية والبحرية مثل ضباء, الوجه, أملج, حقل فإن سكان هذه المحافظات يقومون بأداء صلاة العيد جماعة بمسجد العيد في كل محافظة، ومن ثم الالتقاء ببعضهم وزيارة مرضاهم بالمستشفيات ومعايدة بعضهم لبعض في المنازل وأحيانا يقوم كبير العائلة بعمل وليمة إفطار للعائلة، والتي تشتمل على أبناء العمومة والأخوال، ويجتمعون مرة واحدة ويتعايدون, وبعضهم يقوم بأخذ عائلته والاتجاه للبحر وقضاء العيد على السواحل. وفي العيد ينتظر الأطفال وصغار السن مايُسمى ب»العيدية» وهي عبارة عن هدايا عينية أو مالية يقدمها الكبير للصغير ليتمكن من شراء ألعاب ويقضي العيد مع أقرانه ويتبادل معهم اللعب وتستمر هذه العادة ثلاثة أيام. وعلى الجانب التنفيذى تقوم أمانة تبوك بعيد الفطر المبارك بعمل الاستعدادات قبل العيد بفترات مبكرة لإقامة حفل أهالي المنطقة بهذه المناسبة الكريمة، حيث يقومون بالتعاقد مع شركة متخصصة في تنظيم الاحتفالات لتهيئة موقع الاحتفال بالإضاءة والديكورات ونظام صوت وليزر ونوافير نارية مع تحكم بتقنية عالية تتناسب مع حجم المناسبة وما وصلت إليه تبوك من تطور ونهضة في كل المجالات, ويشتمل الاحتفال على العديد من القصائد والألوان الشعبية واللوحات التراثية، التي تعكس حجم تراثنا الأصيل ومكانته في قلوبنا والمنتشر على مساحة هذا الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. وتقوم الأمانة كذلك بتزيين أعمدة الإنارة بالألوان وفرش الميادين بالزهور، وذلك لبث روح العيد في أنفس المواطنين والمقيمين، وتنشر بعض الجهات الحكومية إعلاناتها على اللوحات المضاءة في الميادين والشوارع تهنئ من خلالها المواطنين بحلول عيد الفطر المبارك. المزيد من الصور :