أكد الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير أن المجتمع المتحضر هو أيقونة التنمية الحقيقية، وهو أحد ركائز بناء المجتمع الحيوي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أهمية المحافظة على هوية المكان وما يحمله من إرث وموروث وتراث مرتبط بالإنسان، ويعد واجب وطني يأتي ضمن أهداف رؤية المملكة. جاء ذلك خلال زيارته مؤخراً لقرية درامه بني بشر، حيث بدأها بزيارة الشيخ محمد بن سعيد آل مساعد نائب قرية درامه في منزله، ثم زار القرية التراثية واستمع لشرح عن القرية القديمة ومكوناتها وأساليب الحياة قديماً والسلم المجتمعي والتكافل الذي كان يعيشه سكانها منذ خمسة عقود مضت. بعد ذلك شرف أمير منطقة عسير الحفل الخطابي الذي أعده أهالي قرية درامه بهذه المناسبة والذي تضمن كلمة نائب القرية، حيث قدّم خلالها شكره لأمير عسير على دعمه للقرية مثلها كباقي القرى التراثية في المنطقة مشيداً بالتعاون الكبير الذي وجده فريق تطوير القرية الذي تم تشكيله بتوجيهه الكريم من الجهات المعنية بالإمارة والأمانة ومحافظة سراة عبيدة. عقب ذلك شاهد سموه والحضور عرضاً مرئياً عن قرية درامه، ثم ألقى كلمة الأهالي رجل الأعمال علي آل هادي كلمة نقل شكر خلالها الأمير تركي بن طلال، مشيداً بدعمه وحرصه على الرقي بالقرى التاريخية والتراثية والمحافظة على ما تحويه من إرث كبير وتاريخ اجتماعي عظيم يستحق الحفظ ونقله للجيل الحاضر وجيل المستقبل ليكون نبراساً لهم. إلى ذلك شرّف سمو أمير منطقة عسير الحفل الذي أقامه أهالي قرية آل خلف من بني بشر بمحافظة سراة عبيدة، والذي جاء تتويجاً للصلح وإنهاء سموه للخلاف الذي استمر أكثر من 19 عاماً بين أهالي القرية. واستعرض سموه خلال الحفل البدايات الأولى التي تشكّلت منها الوحدة الوطنية العظيمة لهذه البلاد المباركة على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -، الذي اتخذ كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام دستوراً حكيماً في قراراته وتوجهاته، ووصف هذه الوحدة بالوئام الكبير، مؤكداً على ما توليه القيادة الرشيدة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومتابعة حثيثة من عضيده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله – من اهتمام عظيم لمسيرة التنمية على كل شبر من أرض الوطن كافة ومنطقة عسير بشكل خاص لإحداث تنمية ورقي للإنسان والمكان غير مسبوقة. وقال الأمير تركي بن طلال: " إن وحدة بلادنا نموذج لوئام كبير حقق التنمية للإنسان والمكان، والصلح الذي تم في آل خلف مثال على المجتمع المترابط بقيمه الثريّة الذي يسير بثبات نحو مستقبل زاهر. وشدد أمير عسير على أن إعلان إنهاء الخصومات بين جميع فئات المجتمع أولى من إعلان انتهاء المشاريع المتعثرة، وإن إصلاح القلوب أهم من إصلاح الدروب ، منوهاً بأن التصافي والتسامح يعد ركيزة لدفع مسيرة التنمية في المنطقة . وقدم سموه في ختام كلمته شكره للشيخ سعد بن علي بن محي وشقيقه محمد وكافة آل خلف على تجاوبهم لمساعي الصلح التي قادها سموه وتساميهم على المشكلات التي كانت بينهم لسنوات طويلة، موجهاً رسالته لكافة أهالي عسير بأن يكونوا متوادين متحابين يوجهون أنظارهم لتنمية مجتمعهم الكبير، بعيداً عن كل ما يعكر صفوهم، مؤكداً على أن إمارة منطقة عسير وكافة كوادرها مسخّرة لخدمة الجميع وتفعيل التعاون بين جميع أفراد المجتمع ومؤسساته، والتشديد على الوحدة والتواد بما يمليه علينا ديننا الإسلامي الحنيف مستدلاً بقوله تعالى: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما"