دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم، الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة واستخدام الثقل السياسي والاقتصادي المطلوب لحشد الدعم والجهود الدولية ضد المشروع الاستيطاني الإجرامي في القدس، وتعزيز فرض العقوبات على الاحتلال الإسرائيلي وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني قبل أن يسيطر العنف والتطرف على المنطقة برمتها. جاء ذلك في رسالة رسمية وجهها أمين سر اللجنة التنفيذية بالنيابة عن الشعب والقيادة الفلسطينية إلى أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، شرح فيها أشكال وآثار العدوان الإسرائيلي الممنهج والمتواصل على فلسطين، وبشكل خاص على عاصمتها القدسالمحتلة، والذي يتصاعد بشكل خطير ضد المدينة وسكانها المقدسيين، بهدف محو هويتها التاريخية العربية الفلسطينية وإلغاء الوجود الفلسطيني فيها. وأشار عريقات الى انه وبعد يوم، من استقبال المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات في ورشة عمل المنامة التي عُقدت رغم إرادة الشعب الفلسطيني، باعتبارها جزءاً من استراتيجية كبرى لضمان ديمومة الاضطهاد والاحتلال والاستعمار والحرمان من الحقوق السياسية لأرض فلسطين وشعبها، يقف مبعوث الرئيس ترمب على بعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى المبارك، لافتتاح مشروع جديد لصالح المستوطنين الإسرائيليين في القدسالمحتلة ينضم إليه جوقة من المستوطنين يتصدرهم السفير الأمريكي في إسرائيل وعدد من المسؤولين الإسرائيليين". وأعرب عريقات عن الإدانة الفلسطينية الشديدة لهذا الانتهاك الصارخ للشرعية الدولية الذي يعد جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي، وندد بالسلوك الاستفزازي غير المسبوق والمدبّر من قبل حكومة الاحتلال بالتنسيق مع إدارة ترمب لتعزيز سيادة إسرائيل على المدينة المقدسة وتطبيع استعمارها غير القانوني وإدامة الاحتلال والقضاء على مبادرة السلام العربية، وعده استفزازاً مدروساً لمشاعر الملايين من المسلمين والمسيحيين حول العالم. وأضاف، "إن جهود إدارة ترمب التي تسعى فقط إلى تعزيز الرخاء والازدهار للمستوطنين تعزز نظام الفصل العنصري والمشروع الاستيطاني الاستعماري المفروض في فلسطين، من أجل إقامة إسرائيل الكبرى، وهذا تحديداً ما يحصل اليوم في تدشين المشروع الاستيطاني الجديد برعاية جرينبلات وفريدمان على مشارف المسجد الأقصى المبارك". وحذّر عريقات "أن القدس في خطر محتم، ومقدساتنا تقع تحت التهديد الإسرائيلي في الوقت الذي تستعد فيه حكومة الاحتلال بدعم أمريكي، لضم المزيد من الأرض المحتلة في مخالفة صارخة للقانون والشرعية والدولية، وأنه لم يعد خافياً على أحد ما تقوم به إدارة ترمب لإرضاء الشهية الاستعمارية للمشروع الصهيوني، وهو ما يتطلب اتخاذ مواقف عملية فورية قبل فوات الأوان".