يدخل المنتخب المصري المضيف الى نهائيات النسخة ال32 من كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم، ليس مرشحاً فحسب لتصدر المجموعة الأولى، بل للذهاب حتى النهاية وتعزيز سجله القياسي من خلال الفوز باللقب للمرة الأولى منذ 2010 والثامن في تاريخه. وما يزيد من حظوظ أصحاب الضيافة الذين نالوا الوصافة في النسخة الأخيرة عام 2017 أمام الكاميرون، أنهم يضمون في صفوفهم لاعبا من طراز محمد صلاح الذي فرض نفسه في الموسمين الأخيرين كأحد أفضل المهاجمين في العالم، بعد انتقاله الى ليفربول الإنجليزي المتوج معه بلقب هداف الدوري الممتاز خلال هذين الموسمين، إضافة الى إحراز اللقب الأغلى المتمثل بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وبلغة الأرقام، سبق لمصر أن واجهت المنتخبات المتواجدة معها في المجموعة، وهي جمهورية الكونغو الديمقراطية، أوغنداوزيمبابوي، في كأس الأمم، وخرجت منتصرة في 7 مواجهات مقابل هزيمة واحدة. وإذا كان تصدر مصر للمجموعة محسوماً على الورق، فإن الصراع على المركز الثاني المؤهل مباشرة إلى ثمن النهائي سيكون مفتوحاً على مصراعيه، مع أمل أيضا لصاحب المركز الثالث في التأهل كأحد أفضل أربعة منتخبات تحل ثالثة في المجموعات الست. في ما يأتي عرض لأبرز التحديات التي تنتظر منتخبات المجموعة الأولى في البطولة التي تفتتحها مصر الجمعة ضد زيمبابوي في القاهرة. - مصر - في إمكان مصر أن تبدأ البطولة القارية وهي متفائلة بحظوظها كأول بلد يستضيف النهائيات للمرة الخامسة في تاريخه، وذلك نظرا الى سجلها في البطولات الأربع السابقة التي احتضنتها أراضيها. وتوجت مصر باللقب في ثلاث من النسخ الأربع التي أقيمت على أرضها، أعوام 1959 و1986 و2006، فيما حلت ثالثة في نسخة 1974 بعدما خسرت في نصف النهائي أمام زائير (الكونغو الديمقراطية حالياً) بنتيجة 2-3. وصحيح أن صلاح هو النجم المميز دون منازع، لكنه لن يكون مركز الثقل الوحيد في تشكيلة البلد المضيف بل سيكون محاطا بلاعبين يتمتعون بخبرة كبيرة، على غرار لاعب الوسط المجتهد طارق حامد. وبالنسبة لمنتخب الكونغو الديمقراطية الفائز باللقب عامي 1968 (الكونغو-كينشاسا) و1974 (زائير)، فقد تأهل للنهائيات بصعوبة وانتظر حتى الجولة الأخيرة من التصفيات لحجز بطاقته بالفوز الصعب على ليبيريا 1-صفر في كينشاسا، لينال المركز الثاني في مجموعته خلف زيمبابوي. ويصعب توقع نتائج الكونغو الديمقراطية عندما يتعلق الأمر بنهائيات البطولة القارية، وأبرز دليل ما حصل في النسختين الماضيتين حين حلت ثالثة عام 2015 خلف ساحل العاجوغانا توالياً بعد أن كانت خارج حسابات المنافسة، ثم وصلت إلى ربع النهائي عام 2017 حين كانت مرشحة للصراع بقوة على اللقب. ويعول هذا المنتخب على سرعة وقوة ثلاثي الهجوم لاسيما مهاجم فياريال الاسباني سابقا وبكين غوان الصيني حاليا سيدريك باكامبو، ويتوقع أن يكون لاعب وست هام يونايتد الإنجليزي آرثر ماسواكو من ركائز خط الدفاع. وتضم المجموعة كذلك أوغندا التي حلت وصيفةً عام 1978 خلف غانا المضيفة، حيث تخوض أوغندا غمار النهائيات القارية للمرة الثانية توالياً بعدما سيطرت على مجموعتها في التصفيات بقيادة المدرب الفرنسي سيباستيان ديسابر. وحافظت أوغندا على سجلها دون هزيمة أو هدف في مرماها خلال المباريات الخمس الأولى من التصفيات، قبل أن تخسر للمرة الأولى ضد تنزانيا في مباراة هامشية، كونها ضمنت التأهل. وبعدما عجزت عن تحقيق أي فوز خلال مبارياتها الثلاث في نهائيات الغابون 2017، تعول أوغندا على حارسها المحترف في جنوب إفريقيا دينيس أونيانغو ليكون مصدر قوة في مسعاها لتحقيق نتيجة أفضل. وأخيراً يعتمد منتخب زيمبابوي "المنتخب الأدنى تصنيفاً بين منتخبات المجموعة" على لاعبين محترفين في جنوب إفريقيا لمحاولة تخطي دور المجموعات للمرة الأولى, رغم صعوبة المهمة كونها ستواجه المنتخب المصري "المضيف" في مستهل مشاركتها القارية .