أدان مسؤول أممي رفيع المستوى بالأممالمتحدة بشدة موجة القصف والغارات الجوية الجديدة في أنحاء إدلب، التي ضربت المدارس والأسواق ومخيمات النازحين في الأيام الأخيرة وخلقت حالة من الفزع والخراب بين المدنيين، داعياً جميع أطراف النزاع إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي باتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين من الأذى. وجدد منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية بانوس مومسيس في بيان له اليوم، دعوته إلى أطراف النزاع، قائلًا: "إن أي هجوم عسكري واسع النطاق في المنطقة المكتظة بالسكان ستكون له تكلفة مدمرة على المدنيين، وسيؤدي إلى مزيد من النزوح في المنطقة التي يوجد فيها عدد كبير من النازحين داخليًا". ويأتي بيان منسق الشؤون الإنسانية في أعقاب تصعيد العنف في محافظة إدلب، الذي أدى إلى مقتل 36 مدنيًا على الأقل منذ 18 أبريل، وجرح العشرات في أعمال العنف. وشملت موجة التصعيد مقتل 17 مدنيًا نتيجة انفجار لم يحدد مصدره وقع في منطقة سوق بمدينة جسر الشغور أسفر عن انهيار العديد من المباني السكنية يوم الأربعاء. وذكر البيان أن عمال الإنقاذ عملوا طوال الليل لإخراج الناس من تحت أنقاض المباني، حيث نجحوا في إنقاذ امرأة واحدة بعد 10 ساعات، وقبل ذلك بيومين، قتل ثلاثة أولاد في خيمتهم في بلدة خان شيخون، حيث لجأوا إلى مأوى بعد أن قصفت مدرستهم بقذائف. وبحسب البيان فإن مدرسة ثانية في نفس المكان تعرضت لأضرار جسيمة، بينما اضطرت مدرسة ثالثة في مدينة سراقب أيضًا إلى تعليق الدراسة خلال اليوم الذي سقطت فيه القذائف في مكان قريب. وقال بانوس موسيس: إن هذه الهجمات نشرت الخوف والذعر بين السكان، حيث يمتنع الكثير منهم عن الخروج أو إرسال أطفالهم إلى المدارس. وأشار إلى أنه وفق أحدث البيانات، قُتل ما يزيد عن 200 مدني في إدلب، منذ فبراير، وأصيب العشرات بجروح، في أعقاب اشتباكات وهجمات عسكرية متزايدة في المنطقة أدت إلى مئات الضحايا المدنيين وفرار أكثر من 120 ألف شخص إلى مناطق قرب الحدود التركية. وحذر المسؤول الأممي من أن يؤثر تصعيد العنف في إدلب والمناطق المحيطة بها على قدرة الشركاء في المجال الإنساني على تقديم المساعدة المنقذة للحياة، في منطقة يتواجد فيها بالفعل ملايين المدنيين الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. وأفاد أنه في شمال غرب سوريا، ما زال هناك 2.7 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، منهم أكثر من مليون طفل، تدعمهم عمليات الإغاثة عبر الحدود من تركيا، ويشمل ذلك 1.7 مليون نازح داخلي، نزح العديد منهم عدة مرات ويعيشون في مخيمات لسنوات، مبيناً أنه ينبغي حماية حياة هؤلاء الأبرياء الآن.