بدأت اليوم بالقاهرة أعمال القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان برئاسة الرئيس المصري رئيس الاتحاد الأفريقي عبد الفتاح السيسي بحضور عدد من رؤوساء دول الجوار للسودان والدول الأفريقية. وأكد الرئيس السيسي فى كلمته الافتتاحية لأعمال القمة، دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق عليه في هذه المرحلة المهمة والفارقة في تاريخه. وأوضح أن الاجتماع يهدف لبحث التطورات المتلاحقة في السودان ومساندة جهود الشعب السوداني لتحقيق ما يصبو إليه من آمال وطموحات في سعيه نحو بناء مستقبل أفضل، آخذين في الحسبان الجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي والقوى السياسية والمدنية السودانية للتوصل إلى وفاق وطني يمكنه تجاوز تلك الفترة الحرجة وتحدياتها لتحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة وإتمام استحقاقات المرحلة الانتقالية والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها من أجل الحيلولة، دون الانزلاق إلى الفوضى وما يترتب عليها من آثار مدمرة على السودان وشعبه وعلى المنطقة برمتها. وأشار الرئيس المصري إلى أن ترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية هو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المشتركة التي تواجهنا، لافتًا إلى أن الدول الأفريقية أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم فهي الأقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي أو فرض حلول خارجية لا تلائم واقعها. وأكد أن الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم عن طريق حوار شامل جامع بين القوى السياسية المختلفة في السودان للوصول إلى حل سياسي وتوافقي يحقق تطلعات الشعب السوداني في التغيير والتنمية والاستقرار ويضع تصورًا واضحًا لاستحقاقات هذه المرحلة ويقود لانتخابات حرة ونزيهة مع إتاحة الفرصة الكافية للأطراف السودانية للوفاء باستحقاقات هذه المرحلة. وقال السيسي: نحن كدول جوار للسودان ودول تجمع الإيجاد وكشركاء إقليميين نتطلع إلى تقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني للوصول إلى تحقيق الاستقرار والرخاء الذي يتطلع إليه الشعب السوداني ويستحقه". وشدد الرئيس المصري على أهمية دور المجتمع الدولي لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الضاغطة التي تمثل عقبة حقيقية أمام تحقيق الطموحات المنشودة وتقوض من فرص تحقيق الاستقرار، كما يقع على عاتق الدول الشقيقة والصديقة للسودان والأطراف الدولية كافة تقديم الدعم والمساعدات لتمهيد الطريق أمام انطلاق السودان لرسم مستقبل جديد. مما يذكر أن القمة التشاروية حضرها كل من رئيس جمهورية تشاد إدريس ديبي، ورئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيلة، ورئيس جمهورية رواندا بول كاجامي، ورئيس جمهورية الكونجو ساسو نيجسو، ورئيس جمهورية الصومال عبد الله فرماجو، ورئيس جمهورية جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، فضلًا عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقيه، ونائب رئيس الوزراء الإثيوبي دميكي ماكونين، ومستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية توت جالواك، ووزير خارجية أوغندا سام كوتيسا، ووزيرة الخارجية الكينية مونيكا جوما.